في بحر عمان غرقت الكثير من اوهام البعض المتلهف للنزال الاميركي مع ايران، فهربت العنتريات مع البوارج الحربية الاميركية التي كانت ترافق ناقلة نفط في المياه الدولية، فمشت الناقلة تحت اعين واسلحة وتوجيهات الايرانيين الى ميناء بندر عباس..
عملية احرجت الاميركي وابكت ادواته الواقفين على ضفاف الخليج، يطلون برؤوسهم يوميا منتظرين خطوة اميركية ضد ايران لعلها تعيد لهم بعض اعتبار، فجاء رد حرس الثورة الاسلامية على قرصنة اميركية سابقة لشحنة نفط ايرانية، عبر استعادتها بعملية جرت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، وكشف عنها الايرانيون اليوم..
ومع اعلان اليوم فان حسابات كثيرة ستخلط وعبرا كثيرة ستستخلص، والمحصلة ان نقطة جديدة سجلتها الجمهورية الاسلامية الايرانية على الولايات المتحدة الاميركية واتباعها في المنطقة، لم تستطع واشنطن ان تكذب المشاهد التي بثها التلفزيون الايراني للعملية، وان حاولت وابواقها الاعلامية حرف الحقائق لحفظ ماء الوجه..
حادث ليس عابرا عشية اليوم الوطني الايراني لمقارعة الاستكبار العالمي، الذي تحييه الجمهورية الاسلامية الايرانية مع ذكرى سيطرة الطلبة الايرانيين على السفارة الاميركية في طهران عام الف وتسعمئة وتسعة وسبعين، ما يؤكد ان الموقف الايراني من العنجهية الاميركية هو نفسه بعد أكثر من اربعة عقود، وأن لا تهاون بحفظ السيادة والهيبة والحقوق الايرانية وان في زمن المفاوضات النووية..
لا جديد في اخبار الازمة السيادية اللبنانية التي افتعلتها المملكة السعودية، والجميع بانتظار عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من لندن محملا بقروض دعم سياسي اميركية واوروبية واممية لتثبيت حكومته، على ان تكون لقاءاته مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والاطراف المعنية غدا، وعندها قد تتضح طريقة وتوقيت تسديد تلك القروض السياسية.
اما المملكة السعودية فان ازمتها تكمن بأن قديمها يحتضر وجديدها لم يبلغ الحلم السياسي، ودبلوماسيتها عالقة بادائها وسفرائها زمن العنجهية المرضية، ويتكفل حفاة اليمن بمداواتها..