هي محراب الامة ونداء صلاتها، هي منبر جمعتها وقبلة جهادها.. هي غزة النازفة على اكتاف الانسانية ولا من يسمع رجاءها، هي الهاتفة من بين ركام الكنائس والمساجد ولا من يعي صلاتها…
فتكدست الانظمة على منصة البيانات، ومنابر المداراة للاميركي والصهيوني، فيما فاضت الشعوب طوفانا ملاقية طوفان الاقصى، مناصرة لغزة وجهادها وصبرها وشهدائها، فكانت جمعة الغضب من كل اقطار الامة والعديد من دول العالم الذي بدأ يضج بمشاهد المجازر التي يندى لها الجبين…
العدوان الاميركي الصهيوني أكمل مجازره بحق الغزيين، ولم تسلم احدى اقدم كنائس العالم هناك من ضريبة الدماء، فارتقى على مذبحها المدمر بالغارات عشرات الشهداء، وضاق ما تبقى من مشاف بشهدائها وجرحاها، وشح موادها الطبية والادوية الضرورية ومصادر الكهرباء، فيما الامين العام للامم المتحدة كالمنظمة التي يترأسها عالقون عند معبر رفح ينتظرون موافقة صهيونية اميركية غير متوافرة حتى الآن لادخال المساعدات الضرورية والتي يعد منعها عن المحاصرين جريمة حرب بما يسمى قوانين دولية…
على المدارج الصهيونية لا شيء يسابق الطائرات الاميركية المدججة بمساعدات السلاح الا طائرات الداعمين السياسيين الغربيين للصهاينة في حربهم على الفلسطينيين. لكنه دعم لم يستطع حتى الآن تأمين الاطمئنان للاسرائيليين قيادة ومستوطنين، فبقيت الخيارات تتخبط عند تخوم غزة، وجيش الاحتلال يعاني من اختلال مع تعقيد المشهد، وربط الخطط بالرسائل المتطايرة من كل اتجاه ليس اولها الصواريخ الهادفة من لبنان، ولا آخرها الطائرات المصيبة للمواقع الاميركية في سوريا والعراق…
وان كان الصهيوني كما الاميركي مصرين على مواصلة سفك الدم الفلسطيني وارتكاب المذابح بحق الاطفال والنساء دون رادع ، فان صواريخ المقاومة الهادرة من جنوب لبنان بقيت الصوت الاقوى في اذن اهل العدوان، الذين يعدون كل يوم قتلاهم عند الحدود، ويحصون خسائرهم التي هي في كل يوم الى ازدياد، وتبقى تلك الاصوات وبياناتها الصادرة باسم المقاومة الاسلامية في لبنان تصعب على هؤلاء الحساب…