خمسة واربعون عاما وكل سنابلها خضر ولا يباس، وكل مبادئها ثابتة وان طوقتها سنوات شداد.. هي الثورة الاسلامية في ايران المتجددة على مر العقود، تحاكي مبادئ الامام المؤسس الخميني العظيم، وتعيش على هدي الامام الخامنائي القدير.. تغيث المستضعفين والمحرومين وكل السائرين على طريق الحق، وتعتصر من صعوبة الايام ما يشفي صدور قوم مؤمنين.. هي الثورة الحاضرة اليوم بابهى تجلياتها، تنظر من علياء قيمها الى عدوها المتخبط في شر افعاله، وتجدد بالدم لا بالدعم فحسب السير على طريق القدس بكل طاقاتها ونخبها وشعبها ومقدراتها.. ثورة مثمرة ومباركة ومؤثرة، استطاع شعبها ان يتجاوز كل المؤامرات والفتن والحروب العسكرية والاقتصادية والمركبة، كما اكد رئيس الجمهورية الاسلامية السيد ابراهيم رئيسي، الذي جدد الثابتة الايرانية بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، مع المطالبة بالوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة..
وفي غزة حيث ابتلعت رمالها كل خيارات الاحتلال، يرمي بنيامين نتنياهو العين على منطقة رفح محاولا رفع اسقفه التفاوضية واحراج حلفائه قبل اعدائه لكسب ضمانات شخصية، بحسب مراقبين صهاينة لمسار الخطاب السياسي. على ان المستجد في تكتيكات الحكومة الصهيونية محاولة رمي المسؤولية على المؤسسة العسكرية المنهكة، لتخفيف التداعيات عن القرار السياسي ، حتى بات تقاذف المسؤوليات عمن يتحمل مسؤولية تاخير العملية العسكرية يملأ المنابر والشاشات.. اما الصورة الواضحة للميدان فتنقسم الى شقين: بسالة ثاتبة للمقاومين وصمود الغزيين، واجرام صهيوني ما ردعه شيء عن مجازره، وابشعها اليوم قنص ام وطفلها ومنع فرق الاسعاف من استنقاذهما تحت نيران القناص..
على ان قنص الاهداف مستمر من لبنان الى جبهتهم الشمالية، حيث صواريخ المقاومة تكذب كل يوم عنتريات قادتهم وتهويلات ادواتهم العالميين.. فتواصل المقاومة الاسلامية الاقتصاص من المحتل على جرائمه في لبنان وفلسطين، وتسجل على طول الجبهة نقاطا تربك كل حسابات المحتل.
في الحسبة الداخلية اللبنانية يبقى الركون الى الالطاف الالهية والتي تجلت اليوم في نجاة البلد من كارثة محققة في صحراء الشويفات حيث انهار مبنى سكني من طبقات عدة بعد اجلاء سكانه الذين استشعروا الخطر الداهم قبل دقائق فقط.