أذن الاقصى للفجر الآتي لا محالة، فلبى الفلسطينيون القابضون على كل مكامن الجهاد تباشير ذاك النداء.
في فجر رمضاني كريم علت تكبيرات المصلين المعتكفين والمرابطين في ساحات القدس فوق كل عدوانية الاحتلال ، وخرجت اسود الضفة تزأر بوجه الجيش المعتدي على المصلين، وسلت غزة سيف القدس المحكم على رقاب المحتلين، فأعلن بنيامين نتنياهو صاغرا ان لا نية بتغيير الواقع الراهن، وانه سيعمل لتهدئة الاوضاع.
هي خلاصات ساعات من جولة فلسطينية جديدة بوجه المحتلين الصهاينة وتبجح حكومتهم التائهة، المحاولة على الدوام الهروب من ازماتها البينية بالغرق في المستنقعات الامنية، ويكفي تفعيل القبة الحديدية في شمال فلسطين المحتلة واطلاق صواريخها في الهواء للدلالة على حال التوتر والارباك الذي يعيشه هذا الكيان.
اما ما عاشته باحات الاقصى من اعتداء همجي للصهاينة على المصلين وحرمة المقدسات، فقد كون موقفا عربيا واسلاميا لافتا بسرعة الاستنكار وتحذير حكومة نتنياهو من التداعيات، فيما بقي الفعل الحاسم لصوت المقاومة الفلسطينية ويدها المحكمة على الزناد.
في لبنان المغلولة ايدي المعنيين عن الحلول، والمرتفعة اصواتهم في ساحات السياسة الخالية من الروح الرياضية، لجأت بكركي الى خيار الرياضة الروحية عسى ان تتمكن من ترويض النفوس السياسية المتناحرة . فكان خيار جمع النواب المسيحيين في حاريصا في “اربعاء ايوب”.
لكن لم يكتمل نصاب الاربعة والستين نائبا مسيحيا حتى على الصلاة، فكيف سيكون الحال على الملف الرئاسي؟ ما يعني انه ليس للبنانيين سوى التحلي بالمزيد من صبر ايوب حتى يتم ترويض البعض الرافض لكل حوار وطني من قبل مشغليه خارج الحدود.