لم يعط الموفد الاميركي آموس هوكستين لبنان الصمت السياسي الكافي لدرس ما حمله من اقتراحات الترسيم، فهل يبدو انه وادارته لا يريدان اجابات بل اذعانات تحت ضغوط نفطية جديدة؟ وما معنى ان يلوح هوكستين باستمرار الحصار واطالة الازمات في لبنان والابتزاز بتأخير استجرار الكهرباء من الاردن؟.
لا شك ان الاميركي يريد تعليق لبنان على خشبة الوعود لمدة اطول، فهناك الانتخابات، وهناك الاحلام الخلبية، والاطماع السياسية، وما لا يمكن تحقيقه الا بالملفات الثقيلة كما مهدت مواقف هوكستين بالامس.
وبأمس الحاجة الى الاجراءات الانقاذية هم اللبنانيون اليوم مع حكومتهم ومشروع موازنتها الذي حط في بعبدا لمزيد من النقاش، قبل أن يخرج محملا بقرار ان تكون “منصة صيرفة” سقفا لتحديد الواردات الضريبية ومنها الدولار الجمركي.
لا جمرك على اي شكل ومضمون للموازنة الى الان قبل اقرارها في المجلس النيابي الذي يلتئم في جلسة تشريعية يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من شباط لبحث سلسلة اقتراحات وصفت في اجتماع هيئة مكتب النواب اليوم بالكبيرة مثل قانون المنافسة.. فمن من النواب سينافس غيره على اقرار هذا القانون لمصلحة المواطنين؟ ومن منهم سيصارع لاقرار المادة الخامسة التي تلغي الوكالات الحصرية المتحكمة منذ عقود بفرض السلع التي يريدها التجار على الاسواق والمستهلكين؟.
في البلد هناك من يستهلك وقته ومنصبه بغير طائل، فلا تاتي قراراته واوامره بأي منفعة بل على العكس تزيد علامات الاستفهام فوق مقاصده ومآربه الداخلية.
في المنطقة، تحيي الجمهورية الاسلامية الإيرانية الذكرى الثالثة والاربعين لانتصار ثورتها على يد الامام الخميني الراحل قدس سره. وكم من اسرار القوة كشفتها الثورة على مدى هذه العقود، فلامست ايران بعلومها الفضاء، وواجهت الحصار وقلبت المعادلات ، واثقة بامكانات شعبها في الصمود والابداع، ومتسلحة بارادته الصلبة لحفظ الحقوق النووية وحماية الحدود البحرية والبرية حتى ابعد مدى بالسيتي دقيق.