في شهر رمضان الفضيل ترفع الدعوات بانْ يزيح الله تعالى الغمة عن امتنا ، وانْ يريح شعوبها من سطوة جهالها وظلامها، وان تتوج همم المقاومين فيها لا سيما في فلسطين بمزيد من الانتصارات المؤزرة.
الشهر الكريم الذي يعلم المسلمون رواسخ رسالته الالهية وحقائقها يحاربون خلاله ويحاصرون بشتى انواع الاجرام الاميركي وادعاءات الانسانية والديموقراطية المصطنعة الممسكة بخناجر القتل والتجويع الجماعي حول العالم منذ عقود طويلة.
هذه الصورة يعكسها الواقع اللبناني اليوم، حيث بلغت المكائد الاميركية المنظمة حدا لا يوصف، في محاولة لاخضاع شعب قاوم لانتزاع حريته ونجح، ويريد بناء قدراته الوطنية مهما كانت التحديات..
من العجائب في لبنان ان يكون لسفيرة عوكر دوروثي شيا منبر رمضاني تبارك من خلاله للبنانيين الشهر الكريم الذي جعلته ادارتها الاشد قسوة عليهم من خلال حصارهم ورعايتها لمختلقي ازماتهم المالية والاقتصادية والتدمير الممنهج للبلد..
الجميع يتوقع ان لا تبقي واشنطن وسيلة سياسية واقتصادية الا وتستخدمها ضد اللبنانيين ، لكن المستهجن انْ لا يكون في دولتهم وحكومتهم من يقول لها لا ؟ ان يكون من يقول لا لخنق الخيارات الشرقية والمساعدات الروسية والصينية والايرانية وغيرها؟ واين الوعود الاميركية بالكهرباء الاردنية والغاز المصري؟ الا تكفي هذه الشواهد على الكذب الاميركي لمعرفة حجم المؤامرة التي يشارك فيها الكثير من الادوات في لبنان ؟ وهل بات الفرار الاميركي من افغانستان بعيدا عن ذاكرة هؤلاء ام انه لم يدخلْ ذاكرتهم اصلا ؟ الا يرى هؤلاء كيف يقال لاميركا ” لا ” في باكستان بصوت الشعب ورئيس الحكومة الذي رفض الانصياع للاوامر الاميركية ومشى خلف مصلحة بلاده بالانفتاح الاقتصادي على الصين وروسيا؟
واخيرا وليس آخرا، فلينظر البعض في لبنان الى أميرهم محمد بن سلمان، كيف توسل للنزول عن شجرة اليمن بهدنة ترعاها الامم المتحدة متظللا بشهر رمضان المبارك وهو يعلم ان بلاده قد خسرت كثيرا في هذه الحرب وستخسر اكثر اذا استمرت بها في ظل التطورات العالمية المتسارعة.