على بعد ساعات قليلة يتبلور جديد المعطيات الاقليمية والدولية مع عودة مجموعة الاتفاق النووي الى الاجتماع في فيينا، بجولة مفاوضات مسبوقة بنبرة ايرانية واثقة لحماية الحقوق، وبتجربة واضحة حيال خيانة العهود، وبتطور تخصيب لليورانيوم بلغ نسبة الستين في المئة. أما على المقلب الغربي، فتغيب واشنطن حضوريا ولكنها تحضر في كواليس الشريك الاوروبي، بينما يسجل الكيان الصهيوني مستويات مرتفعة من القلق الذي بدده لفترة وجيزة انقلاب دونالد ترامب على الاتفاق.
هذا في المنطقة، أما في لبنان، فالانعكاسات الإقليمية تحتاج الى من يقرأها بحكمة وبعقل بارد يعي حقيقة ان ما يقدم للاميركي في معظم مفاصل الدولة والقرار لن يدوم، وأن سياسة الابتزاز في القضايا الكبرى لن توصل الى نتيجة، وكذلك لن يحقق استخدام الدولار في الضغط السياسي وتجويع الناس اي مصالح شخصية على حساب المصلحة الوطنية.
ولأن هناك من يفرض منسوبا مرتفعا من التوتر السياسي، ويسبب مخاطر محتملة على الاستقرار، نبه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” من محاولة للانقلاب على تسوية الطائف لمصلحة الكيان الصهيوني، والتحكم بمصير ثروات اللبنانيين بعدما خرج بلدهم من العصر الإسرائيلي ولن يعود إليه، وفق النائب رعد.
وإذ يبحث المواطن عمن يتحرك في الدولة اللبنانية للجم سعر الصرف، تتكاثر علامات الاستفهام حول تأخر الخطوات الرسمية لتدارك مخاطر كورونا المستجدة، وتداعيات رفع الدعم عن الدواء وترك اللبنانيين في مهب الفواتير الملتهبة، والتعرض لمخاطر صحية مميتة يسببها الغلاء الفاحش باسعار الأدوية واختفاء أصناف رئيسية منها، بفعل الاحتكار والكارتيلات المنتعشة مجددا.
وكورونيا، المتحور الجديد “أوميكرون” أصبح في أوروبا، ما يعني أن طريقه الى لبنان أصبحت أقصر عما كانت عليه من جنوب افريقيا، فهل ما يمنع وصوله الى بلدنا، أم أن الأمر مسألة وقت فقط؟.