رسم المجلس النيابي خريطة لجانه او يكاد، ولو قبل البعض باختصار الوقت بلا شعبوية واستعراض، لانتهت المهمة خلال ساعات، وتفرغ بعدها المجلس بعد اكتمال مطبخه للتشريع ومتابعة الملفات المتركامة برا وبحرا..
لكن السابحين جديدا في المياه النيابية مع بعض الراغبين بالتعويض عن نكسات جلسة الانتخاب الاولى، اغرقوا المجلس بيوم لانتخاب لجانه. وما بدلوا في المشهد شيئا، بل اعادوه او يكادون كما كان في المجلس السابق، مع بعض التعديلات البسيطة التي كان يمكن ان يتم التوافق عليها.
والجميع على اتفاق ان العبرة ليست بتضييع الوقت لترتيب اللجان، انما بعملها وما يمكن ان تقوم به وفق مسار الازمات التي تعصف باللبنانيين وتطرق ابواب كل اللجان وفق اختصاصاتها.
وبعيدا عن اختصاص البعض بالاستعراض والتشويش، كان كلام رئيس مجلس النواب عن زيارة الموفد الاميركي عاموس هوكشتاين الاحد او الاثنين لبحث المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية وليبنى على الشيء مقتضاه.
وبمقتضى التطورات وحول آخر المستجدات يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مساء الخميس المقبل عبر شاشة المنار، راسما الموقف ومثبتا حدود المعالجات، ومؤكدا كما أثبتت الايام ان زمن الهزائم قد ولى وكذلك زمن النكسات.
وفي ذكرى النكسة التي عاشتها الامة ذات حزيران من العام سبعة وستين وخسرت فيها كل قدسها، هي اليوم محمية بسيف مقاومتها المصلت على رقاب الصهاينة، القاطع لكل مشاريع التهويد، المخيب لآمال التطبيع.
فبعد خمسة وخمسين عاما على احتلال القدس باتت الامة بمقاومتها وبشعب الجبارين للقدس اقرب، وهو ما يعيشه الفلسطينيون ويعرفه المقاومون وينتظره كل احرار العالم.