بين الخطوط الحكومية وتلك النفطية كان الحراك السياسي والدبلوماسي اليوم.
لقاء ثان بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على نية التشكيل لم يسفر عن اي جديد، بل ايداع متبادل للمقترحات، واستمهال لدرسها ومعاودة اللقاء، وبالخلاصة فان التشكيلة الحكومية الاولى للرئيس ميقاتي – بل القاعدة التي يبني عليها تشكيلته – غير مقبولة من بعبدا، حيث رصد الرئيس عون الخلل بالتوزيع المذهبي، وكان اقتراحه بتطعيم الحكومة بستة وزراء دولة سياسيين، وان تعذر، فتكريس الحكومة الاخيرة أو اجراء التعديل في بعض الوزارات بالاتفاق بين الرئيسين عون وميقاتي ..
عند الرئيسين ميشال عون ونبيه بري حضرت السفيرة الاميركية دوروثي شيا مصحوبة برسالة عاموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وفيها الرد الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية، الذي يحمل التعنت نفسه مغلفا بطلب المزيد من الايضاحات من لبنان. والواضح ان اللبنانيين لا يملكون ترف الوقت، فيما الحفارات الاسرائيلية تعمل دون توقف في مناطق متنازع عليها، والحقوق اللبنانية تغرق في مستنقع الانتظار ..
في مستنقع الازمات الداخلية ما زال رغيف الخبز في الصدارة مع الفوضى والاحتكار وتحكم بعض التجار بالقمح والطحين كسائر المواد الضرورية في يوميات اللبنانيين..
في جديد تلك اليوميات، امتحانات فرضتها شركات الخلوي على اللبنانيين، لم تقتصر على امتحان الصبر المعتاد، بل اضافت اليه مادة الحساب، حيث ان دولرة الفواتير والبطاقات المسبقة الدفع جعلتهم منشغلين بحسبة ارصدتهم وفواتيرهم المحولة من الليرة الى الدولار وعبر منصة صيرفة وفق حسبة لا يفهمها الا الراسخون بعلم المنظومة المالية الحاكمة..