على التفاؤلِ الحذرْ انتهت الزيارةُ الخاطفةْ لآموس هوكشتاين الى بيروت.
مصادرُ مطّلعةْ قالت للمنار إنَّ المبعوثَ الاميركي حققَ تقدّماً لناحيةِ ما طلبَهُ لبنان فيما خصَّ النقطةْ 23 وحقلْ قانا بالكاملْ، مع ضمانةِ أنْ تعملَ الشّركاتُ الفرنسيةُ في المنطقةِ اللبنانيةِ مباشرةً بعدَ توقيعِ الاتفاقْ، فيما الجانبُ اللبنانيُ أصرَّ على التوثيقْ، طالباً من المبعوثْ الاميركي أن يرسلَ مسوّدةً خطّيةً بالذي أحضرَهُ معه.. وعلى اساسْ المسوَّدة، يُعطي لبنانْ موقفَه.
أما الموقفُ الصهيونيُ الرسميْ فما زال يَخضعُ للرقابةِ المشدَّدةْ، فقادةُ الاحتلالْ التزموا الصمتَ حول زيارةِ هوكشتاين الاخيرةْ، إلاَّ ما تسرَّبَ عبرَ الاعلامْ : فمراسلُ القناةْ الثالثةَ عشرةَ الصهيونيةْ يقول إنَّ اسرائيلَ ولبنانْ يدخلان المرحلةَ الاخيرةْ من المفاوضاتِ حولَ ترسيمِ الحدودْ البحرية، وتبقى الامورُ بخواتيمِها، ويبقى الحذرُ واجباً مع هذه المفاوضاتْ المفخخةْ لتحصيلِ حقوقِنا الغازيةِ والنفطيةْ.. هذه الحقوقُ التي تشكِّلُ نقطةَ الضوءِ الوحيدةْ في نهايةِ النفقِ المظلمْ.. عبارةٌ يمكنُ استحضارُها ايضاً في الكهرباءْ لوصفِ هِبةْ الفيولْ الايرانيةْ.. فوزارةُ الطاقةِ اللبنانيةْ تعتبرُ أنَّ هذه الهبةْ ستوفِّر نقطةَ انطلاقٍ لتنفيذِ خطةِ الكهرباء..
فالتجربةُ اثبتَت أنَّ الوعودَ بزيادةِ ساعاتِ التغذيةِ عبرَ الغازْ المصري أو الكهرباءْ الاردنيةْ، كذبةٌ أمريكية.
والى الحقيقةِ المرَّةِ الاسرائيليةْ.. تقديراتٌ صهيونيةٌ تتوقَّعُ الاسوأ فيما يتعلقُ بأمنِ الاحتلالِ والمستوطنين، وتستندُ الى تحوّلاتٍ جوهريةٍ في الضفةِ الغربيةِ في العامين الاخيرين ساعدَت على ايجادِ بيئةٍ ملائمةٍ لتكوين فصائلَ وكتائبَ مسلحة قادرةْ على إشغالِ الاحتلالِ داخلَ الضفةْ ومن ثمَّ الانطلاقْ لتنفيذِ عملياتٍ داخلَ الاراضي المحتلةْ عامَ ثمانيةٍ وأربعين، بحسب الاوساطِ الصهيونية.
ومعَ هذا العجزْ أمامَّ تحولاتِ الضفةْ، يلجأ الاحتلالُ الى التهويلْ. وسائلُ اعلامْ العدو تنقلُ عن مصادرَ عسكريةْ أنَّه في حالْ لم تتوقَّفْ موجةُ العملياتِ الحاليةْ، فإن الجيشَ سيشنُ عمليةً واسعةً في الضفةِ الغربيةْ.. الجيشُ الذي تلقَّى ضربةً من المقاومةِ الفلسطينيةِ في الخليل اليوم.. سبعةُ جرحى وقعوا في إحراقِ أحدِ ابراجِهِ العسكرية.