تليت الرسالة الرئاسية على مجلس النواب، فوصلت معها رسائل متعددة بأكثر من اتجاه.. على ان الوجهة الالزامية التي تغني اللبنانيين عن كل هذه الاجتهادات التي يعرفها الجميع، ويعمل لها البعض، وينكرها آخرون – هي البحث عن التوافق للسير سريعا نحو رئيس جديد للجمهورية ..
في الجلسة النيابية اليوم ترك الرئيس نبيه البري جميع الافرقاء كلا يعبر عن موقفه، ومكنونات مرشحه، وحتى عن غضبه السياسي، او موقفه الاستنسابي، ولم يغب الاستعراضيون – من محترفي ال”شو” والشعبوية، المحاضرون ليل نهار بالشيء – العاملون عكسه، وهم المعكوسون في تكتلات ومجموعات متعددة التسميات ..
وباسم المنطق والمسؤولية اعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد موقفا متماهيا مع طبيعة الواقع وصعوبة المرحلة، فرأى أن تتحمل حكومة تصريف الأعمال الحالية مسؤولياتها في حدود صلاحياتها الدستورية المعروفة، مع الأخذ بعين الاعتبار كل المخاوف التي تطرحها شريحة كبيرة ، على أن الأولوية الصارخة تبقى انتخاب رئيس للجمهورية، وتحقيقها يتطلب – كما قال – ترفعا وابتعادا عن التحدي والكيدية ..
وايمانا بالواجب الدستوري حدد الرئيس نبيه بري جلسة الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، وهي دعوة ستتكرر كل اسبوع حتى انتخاب رئيس يعرف الجميع انه غير ممكن الوصول اليه دون تراجع البعض مقدمة للاتفاق، وهو ما وافقه عليه رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، الذي دعا الى ان يكون موعد جلسة الخميس فرصة للعمل على التوافق ..
اما اللبنانيون فمتفقون على انهم باصعب حال، وفي ترجماتها غياب رواتب المتقاعدين حتى الآن، والسبب بحسب المعنيين غياب الاعتمادات، والاعتمادات تحتاج الى سريان الموازنة، والموازنة تصبح سارية المفعول في الخامس عشر من الشهر الحالي ..
في الاحوال الصهيونية، فان العنتريات الانتخابية قد رست على تصاعد الفاشية في المجتمع المجرم، ومع ارتفاع خطابات التهديد والوعيد فان شيئا لن يتغير لا سيما على صعيد ترسيم الحدود مع لبنان كما يقول كبار المحللين الصهاينة، فالخشية من الحرب التي دفعت بحكومة لابيد الى القبول بالشروط اللبنانية، هي نفسها التي ستخرس نتنياهو، وتوقف تبجحاته وزمرته ..