كادت الدبابات الصهيونية بجنازيرها ان تأتي على مقر اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بمراقبة وقف اطلاق النار في لبنان، ولم تقف الانفجارات الناجمة عن النسفيات الصهيونية التي هزت المنطقة الا على بعد امتار فقط من مقر الامم المتحدة في الناقورة حيث عقد الاجتماع.
وان اهتز المجتمعون على وقع تلك الاصوات ولم تقع اوراقهم ومصداقيتهم الى الارض بعد، فان الاتفاق الذي تنكل به تل ابيب كل يوم على مسمع ومرأى المجتمعين، تهزه ايضا وان لم يقع الى الارض – حتى الآن، على امل ان يضع المعنيون حدا قبل فوات الاوان.
عند عنجهيته يبقى بنيامين نتنياهو المطوق باقواس المحاكم في كيانه، يحاول الاستفادة من مهلة الستين يوما ، ليوهم مستوطنيه بأنه لا يزال مسيطرا، محاولا التغطية على فشل اعادتهم او اقناعهم بالعودة الى مناطق الشمال. ثم يهرب الى اعالي قمم جبل الشيخ السورية، متباهيا بانجاز قدم له على طبق اميركي صنع كالعادة على قياس مصلحته. وعندما راى ان مصلحته وقف اطلاق النار في غزة بعد احتراق كل خياراته، رغم تدمير القطاع والتجزير باهله والعجز عن انتزاع استسلام من مقاومته، جنح نتنياهو الى اتفاق يواصل الاميركي السعي في امتاره الاخيرة لتوليف ما امكن من نقاط اضافية لمصلحة تل ابيب – كما تشي المفاوضات.
اما النقطة التي لم تكن بحسبان الاميركي ولا الصهيوني وتصيب كل ادعاءاتهما بالانجاز، فهي عجلة الحياة لدى اللبنانيين التي تسابق الوقت لاعادة الاعمار، ودخلتها الدولة رسميا اليوم برفع انقاض ما هدمه العدوان ابتداء من الضاحية الجنوبية لبيروت، واستكمالا في الجنوب والبقاع.
فيما يكمل حزب الله الاسراع ما امكن لتقييم الاضرار وتخليص ملفات الايواء، والاسراع بدفع المستحقات للاهل الصابرين الثابتين رغم كل التضحيات عند عقيدة المقاومة والوفاء.