عاد الرئيس الحريري من السعودية وتجدد سعيه الى تليين المواقف المتصلبة التي تعوق تشكيل الحكومة، وإذ تؤكد المعلومات ان اشكالية توزيع الحقائب لا تزال عالقة عند العقد المعروفة، الا ان الجديد الذي أمكن تلمسه اليوم يشير الى ان الرئيس المكلف صار أكثر اصرارا على انجاز تشكيلته في وقت قريب، والى ان جهده سيتركز على اقناع فريق الرئيس عون والتيار الحر وحزب الله بضرورة الاقرار بصوابية قاعدته الذهبية التي تقول بالعدل للقوات، التربية للاشتراكي الاشغال للمردة ولا حقيبة لسنة المعارضة، وقد يجد الرئيس الحريري نفسه مضطرا الى اعادة البحث فيما صار مطلوبا من الحقائب السيادية لهذا الفريق او ذاك، وذلك لقناعة راسخة لديه بأن لا حكومة متوازنة من دون حقائب وازنة لم يستحقها والا فلا حكومة.
تكتسب هذه التحليلات صدقيتها من مواقف الافرقاء السياسيين المعنيين بهذه التوزيعة، فالقوات لا تزال تنتظر جواب الرئيس المكلف على مطالبها المعروفة، المردة يتمسك بالاشغال، الاشتراكي بالتربية وقد رفض الثلاثي الانزلاق الى متاهة البحث فيتبادل الحقائب بل الحقائب التي دعوا اليها، فيما حصل الرئيس والتيار على ما يريدانه من حقائب وحبة مسك، اما سنة المعارضة فهم على تمسكهم بالحصول على حقيبة في الحكومة يدعمهم حزب الله ورئيس الجمهورية.
وفي الانتظار الرئيس بري المصر على عدم تعطيل الالة البرلمانية، حدد جلسة تشريعية اواخر الشهر الحالي، وفيما العناصر السياسية في صراعها الأبدي، وصل المنخفض الجوي الى لبنان فغمر الطرقات وكشف عورات البنى التحتية الرسمية والخاصة وقصف البرد العملاق المزروعات والسيارات والابنية متسببا بأضرار كبيرة.