20-2-2022 أرقام هذا اليوم متشابهة لكن الأحداث ليست كذلك. معادلة ثلاثية جديدة ترتسم في الأفق عربيا ودوليا. فمن بيان مجلس الأمن، إلى الورقة الكويتية الخليجية، وصولا إلى البيان المشترك لمجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي، يتأكد أن لبنان ليس متروكا ولا منسيا. فالبيان المشترك الخليجي – الأوروبي يحدد نفس الأولويات الثلاث التي حددها بيان مجلس الأمن والورقة الكويتية وهي بالتدرج: تنفيذ الإصلاحات، إجراء الإنتخابات النيابية، وتطبيق القرارات الدولية المختصة بلبنان. فهل يعني هذا أن لبنان وضع على طاولة الحلول من جديد؟ من يتابع الحراك الديبلوماسي الأميركي والفرنسي والفاتيكاني، يلاحظ أن ثمة مقاربة جديدة لدى الأطراف الثلاثة تجاه لبنان، وأن هذه المقاربة تأخذ طابعا عملانيا وعمليا يتكرس يوما بعد يوم. وقد تكون المقاربة الجديدة المذكورة هي التي أخرجت وتخرج حزب الله عن هدوئه المعتاد. إذ يتحدث تارة عن كنس أتباع الأميركيين في الدولة، وطورا يعتبر الإنتخابات النيابية بمثابة حرب تموز سياسية، كما جاء على لسان رئيس مكتبه السياسي اليوم. إنها مؤشرات تدل على أن الحزب محشور بعدما فقد أي غطاء داخلي حقيقي، وأي نوع من أنواع الدعم العربي، وبعدما صار منبوذا بالنسبة إلى المجتمع الدولي. فهل يؤدي الأمر إلى تكريس المعادلة الثلاثية الجديدة، بدلا من معادلة شعب وجيش ومقاومة التي أوصلت لبنان إلى الخراب؟
توازيا، وزير الداخلية يواصل معركته، لوحده ربما بين المسؤولين الرسميين، وذلك في سبيل الحفاظ على ما تبقى من صورة لبنان في الخارج. فهو تحرك على مستويات عدة بعدما تلقى رسالة من وزير خارجية اليمن عن قيام الحوثيين باعمال تحريضية وعدائية داخل الاراضي اللبنانية. وقد تبين بعد التدقيق في الموضوع ان هناك قناتين تلفزيونيتين هما: المسيرة والساحات تبثان من الاراضي اللبنانية من دون اي تراخيص رسمية. لذلك اوعز الوزير المولوي الى الاجهزة الامنية المختصة اجراء الاستقصاءات ا حول الموضوع، وذاك بغية اتخاذ الاجرءات الادارية والقانونية اللازمة. دوليا الحرب في اوكرانيا تقترب بعد القرار الروسي غير العادي المتمثل بالاعتراف باستقلال اقليميين من اقاليم اوكرانيا. فهل القرار الروسي هو مقدمة لاعلان الحرب رسميا، ام يندرج في اطار تجميع الاوراق الحاسمة قبل الجلوس الى طاولة المفاوضات؟ مقابل التسخين على الجبهة الاوكرانية تبريد على جبهة النووي مع وصول المحادثات مع ايران في فيينا الى مرحلة حاسمة. وقد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين معنيين بالمفاوضات ان الاتفاق قد ينجز ويوقع في الايام القليلة المقبلة. كل هذا يجري، فيما لبنان بفضل معظم مسؤوليه، يكمل مسيرة المعاناة والتعثر. لذلك ايها اللبنانيون عندما تدق ساعة الاستحقاق اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.