Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 27/02/2022

في اليوم الرابع للحرب على اوكرانيا: الصورة العسكرية توضحت، ولو نسبيا. في الميدان تأكد ان القوات الاوكرانية لا تزال قادرة على الصمود وعلى الوقوف في وجه الالة العسكرية الروسية. وهو صمود عبر عنه كلاميا وزير الدفاع الاوكراني، الذي اكد ان الحرب مستمرة وان اوكرانيا اذهلت العالم بقتالها. ولعل ما حصل في مدينة خاركيف يعبر خير تعبير عن واقع الحال على الارض. خاركيف، التي تعتبر ثاني اهم مدينة في اوكرانيا بعد كييف، دخلتها القوات الروسية وشوهدت مدرعاتها في شوارعها، لكنها ووجهت بمقاومة شرسة، ثم تحولت الحرب فيها حرب شوارع ما ارغم القوات الروسية على الانكفاء عنها، موقتا على الاقل.

في الخلاصة اوكرانيا استوعبت الضربة العسكرية الاولى ولم تنهر كما توقع البعض، ما خلط الاوراق من جديد. هكذا اضطر بوتين الى وضع القوة النووية الروسية في حال تأهب قصوى، كما قبل ان ينعقد اجتماع روسي- اوكراني من دون شروط مسبقة على الحدود البيلاروسية. فهل ينجح الاجتماع ويتوقف اطلاق النار؟ الارجح لا. فبوتين لا يستطيع ان يتوقف حيث وصل. فهو خسر سياسيا وديبلوماسيا واقتصاديا ولم يربح عسكريا. اما زيلينسكي فيراهن على قواته المسلحة وعلى شعبه وعلى حلف الناتو والحلفاء حتى لا يذعن للشروط الروسية. وبالتالي فان الحرب مستمرة حتى اشعار آخر على الاقل، وليس على العالم الا ان يحبس انفاسه، وخصوصا بعد تلويح بوتين بالقوة النووية.

لبنانيا، التأجيل سيد الموقف وعنوان المرحلة. فثمة تواطؤ ظاهر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لترحيل الملفات الساخنة الى ما بعد الانتخابات النيابية. هذا ما حصل مثلا بالنسبة الى خطة الكهرباء، التي تأجل اقرارها مرتين قبل ان تتم الموافقة المبدئية عليها، وهي موافقة لا تعني شيئا لا على الصعيد المؤسساتي ولا على الصعيد الاصلاحي. يكفي ان نعلم ان تشكيل هيئة ناظمة لقطاع الكهرباء لا يزال مشروعا غير مرحب به من قبل قوى سياسية كثيرة. وهو امر غير مستغرب طالما ان قوى المنظومة لا تزال تنظر الى قطاع الكهرباء كبيضة ذهبية تجني منه كل المكاسب والمنافع والامتيازات، ولو بطريقة غير شرعية.

في المقابل، الموازنة تسير سير السلحفاة في تنقلها من مقر الى آخر، واذا استمر الحال على هذا المنوال فان المجلس الحالي لن يقرها. علما ان الموازنة كما وضعت خالية من اي رؤية اقتصادية اصلاحية، كما انها بعيدة كل البعد من ان تتضمن خطة نهوض اقتصادي.

بالتوازي، المفاوضات مع صندوق النقد في حال مراوحة لان اركان المنظومة لا يريدون اتخاذ قرارات اقتصادية ومالية غير شعبية وهم على ابواب انتخابات نيابية مفصلية. علما ان الخسائر تزداد يوميا، والديون تتراكم على الدولة التي باتت في طور التحلل. لذلك ايها اللبنانيون لا تتوقعوا اي خير من منظومة فاسدة لم تترك شيئا الا وحللته لنفسها. كونوا على الموعد يوم الاستحقاق الكبير في الخامس عشر من ايار، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن!