“كل العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا تجري وفق المخطط لها، والجيش الروسي سيحقق كل اهدافه”. هذا ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهل ما قاله يعكس الواقع على الارض؟ في اليوم العاشر للحرب على اوكرانيا تبدو الحقيقة مغايرة عما يقوله الرئيس الروسي. فبوتين والجيش الروسي في مأزق. فهما اذا تراجعا بأي طريقة من الطرق خسرا. واذا استمرت حال المراوحة والاستنزاف فانهما خاسران ايضا. اما اذا قرر بوتين ان يسير بخياره العسكري حتى النهاية، ومهما كان الثمن، فانه قد يربح الحرب وقد لا يربحها، وهو في الحالين سيرتب على روسيا خسائر اقتصادية وسياسية وديبلوماسية، كانت موسكو في غنى عنها لولا المغامرة غير المحسوبة للقيصر الجديد.
وفي اليوميات العسكرية تأكيدات من مصادر استخباراتية غربية ان القصف الروسي لاوكرانيا سيزداد ويقوى في الايام المقبلة، لكن من دون ان يصل الامر الى حد المواجهة بين روسيا والناتو. فالخطوط الحمر رسمت بين حلف شمال الاطلسي وروسيا. وابرز قاعدة من قواعد الاشتباك، تقضي بعدم فرض الناتو منطقة حظر جوي، وذلك لتجنب الحرب الشاملة. وهذا الامر بالذات اثار غضب الرئيس الاوكراني الذي اعلن ان قرار الناتو اعطى الضوء الاخضر لمواصلة قصف المدن والقرى الاوكرانية. كل هذا يعني ان الحرب على اوكرانيا طويلة، الا اذا حققت الجولة الجديدة من المفاوضات نتائج عملية، تبدو بعيدة المنال حتى الآن.
محليا، حرب اوكرانيا بدأت تظهر نتائجها الكارثية. فطوابير الذل عادت امام محطات المحروقات، خصوصا بعد كلام لممثل موزعي المحروقات، اكد فيه ان مخزون المحروقات يكفي لاربعة او خمسة ايام فقط. فاين كان المسؤولون اللبنانيون منذ شهر الى اليوم؟ ان الحرب بين روسيا واوكرانيا لم تندلع بين ليلة وضحاها، وبالتالي لم لم تفكر وزارة الطاقة بخطة استباقية لتجنيب لبنان ذيول النقص في المحروقات؟ في المقابل اعلنت وزارة الاقتصاد ان مخزون القمح يكفي لشهر ونصف الشهر، وان ما من سبب يدعو المواطنين الى التهافت لشراء وتخزين البضائع. فهل يصدق المواطن “الملوع” من الدولة تأكيدات وزارة الاقتصاد؟ وهل لدى الحكومة خطة بديلة للاستيراد، في حال بقي الوضع في اوكرانيا على ما هو عليه؟
سياسيا، لا صوت يعلو فوق صوت الميغاسنتر، والجميع في انتظار ما ستعلنه اللجنة الوزراية الثلثاء وما سيقرره مجلس الوزراء الخميس. لكن السؤال يبقى: لماذا هذه الصحوة المتأخرة على اهمية الميغاسنتر؟ وهل اثارة الموضوع مجددا، هي لتحقيق اصلاح انتخابي قبل شهرين من الاستحقاق، ام لخلق ذريعة لتأجيل الانتخابات في حال ساعدت الظروف على ذلك؟ مهما يكن التنبه مطلوب، خصوصا ان اركان المنظومة لن يعدموا وسيلة في سبيل تأجيل الاستحقاق المر عليهم. اما انتم ايها اللبنانيون فلا تفوتوا الموعد في الخامس عشر من ايار، وعند ساعة الاقتراع اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.