Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “mtv” المسائية ليوم السبت في 12-3-2022  

لم يكن ينقص لبنان إلا “غريتا”! في المطلق الشتاء خير، والثلج نعمة، وخصوصا متى تساقط في آذار. لكن في لبنان هذه الأيام، حتى الخير يصبح شرا، وحتى النعمة تتحول نقمة. فالبرد القارس حل على اللبنانيين في أسوأ الأوضاع، إذ لا كهرباء تقريبا، والموتورات دخلت عصر التقنين، والمازوت غال جدا، فيما الحطب صار عملة نادرة. فهل يشعر المسؤولون بأن عائلات لبنانية كثيرة تصارع البرد والثلج باللحم الحي؟ وهل يعرف المسؤولون أن عددا كبيرا من اللبنانيين سيعاني الأمرين في هذه الأيام القاسية لأنه لا يملك سلاحا يواجه به الطقس القطبي؟

الأكيد أن المسؤولين من رؤساء ووزراء لا يشعرون ولا يعرفون. والدليل أننا لم نسمع بتدبير استثنائي واحد اتخذ لمواكبة الوضع غير الطبيعي. بالعكس تماما. فكل التدابير المتخذة في هذه الأيام تناقض مصلحة المواطن، وآخرها القرار الصادر عن نقابة أصحاب السوبر ماركت، التي أعلنت في بيان أصدرته أن جميع أعضائها بدأوا اليوم بتطبيق طريقة الدفع الجديدة المرتكزة على خمسين في المئة نقدا وخمسين في المئة بالبطاقة المصرفية. فمن أين يأتي المواطن بالفريش ليرة في ظل التقنين المفروض عليه؟ أم أنه مكتوب على من بقي في لبنان أن يبرد ويجوع ويذل جزاء صموده وبقائه في وطنه؟

سياسيا، الجو الانتخابي بدأ يفرض نفسه. منتصف ليل الثلاثاء تنتهي مهلة الترشيحات، لكن  معظم الأحزاب  والكتل ستعلن أسماء مرشحيها قبل هذا التاريخ، ما يفتح الباب بدءا من الأربعاء لإجراء المفاوضات ونسج التحالفات وإعلان اللوائح المكتملة او الناقصة. واللافت أن معظم المكونات في لبنان حددت خريطة طريق انتخاباتها باستثناء المكون السني. فعدم انخراط الرئيس سعد الحريري  بالانتخابات لا يزال يلقي بثقله على المشهد الانتخابي. كما أن حركة الرئيس فؤاد السنيورة لا تزال دون مستوى المرحلة، وهو لم يقدم إجابات حتى الان عما اذا كان سيترشح شخصيا أم لا، وبأي شخصيات وقوى سيركب اللوائح التي تردد أنه بسعى الى تأليفها. أيضا الرئيس نجيب ميقاتي لم يتخذ قراره النهائي بعد بشأن الترشح، وحسب المقربين منه فإن حظوظ ترشحه من عدم ترشحه هي فيفتي فيفتي، وبالتالي فإن الانتظار سيبقى سيد الموقف من الان والى منتصف ليل الثلثاء.

لكن كل هذه الامور بكفة، وما سربه زوار القصر الجمهوري عن رئيس الجمهورية بكفة أخرى. فالزوار نقلوا عن عون أن المال للاستحقاق الانتخابي غير متوافر بعد. فهل هذا سبب جديد لمحاولة تأجيل الانتخابات، بعدما سقطت محاولة إسقاطها من خلال الطعن أمام المجلس الدستوري والميغاسنتر؟ الحذر واجب. لذلك أيها اللبنانيون تنبهوا جيدا الى المحاولات المتلاحقة لتطيير الانتخابات، ومتى جاء الاستحقاق أوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.