في ساعة متأخرة من الليلة، يعود الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت، وغدا يستأنف مشاوراته واتصالاته الهادفة إلى تشكيل الحكومة، على ان يتلقى عصرا الجواب النهائي ل”القوات اللبنانية” على العرض الذي قدمه إليها، وذلك كما كشف نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” جورج عدوان للـmtv.
العرض أصبح معروفا، ويتضمن نيابة رئاسة الحكومة وثلاث حقائب وزارية هي العمل، الشؤون الاجتماعية والثقافة. حتى الآن جواب “القوات” غير محسوم، وهي تدرس التشكيلة الحكومية من كل جوانبها، لتقرر على أساسها ما إذا كانت ستشارك فيها أم لا. علما أن مصادر “قواتية” قالت للـmtv إن الصيغة الحكومية فيها ثغرات كثيرة، وهي تفتقر إلى التوازن المطلوب على عدة مستويات.
لكن إذا كان جواب “القوات اللبنانية” إيجابيا، فإن الرئيس الحريري سيطلب موعدا من رئيس الجمهورية، يرجح ان يكون يوم الثلاثاء. وفي هذا الموعد سيقدم الرئيس الحريري تشكيلته المقترحة إلى رئيس الجمهورية الذي يتوقع ان يوافق عليها، إلا إذا استجد في اللحظات الأخيرة ما يعرقل التأليف على صعيد ما يعرف بالعقدة السنية.
والعقدة السنية ستتحول مشكلة حقيقية، إذا لم يحصل توافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على كيفية تمثيل سنة الثامن من آذار. فالرئيس الحريري مصر على ان لا يكون تمثيل سنة الثامن من آذار على حساب حصته، وهو أبلغ من يعنيهم الأمر انه إذا كان هناك اصرار من قوى معينة على تمثيل سنة الثامن من آذار، فإن على القوى السياسية ان تكلف شخصية سنية أخرى تشكيل الحكومة.
في المقابل لا يمانع الحريري في أن يكون تمثيل هؤلاء من حصة رئيس الجمهورية، فهل يرضى الرئيس عون بهذا الأمر، وماذا ستكون النتيجة إذا أصر عون على الرفض، هل تعود الأمور إلى دائرة التعقيد من جديد، بحيث نشهد مرحلة جديدة من شد الحبال والتجاذب والشروط والشروط المضادة؟. الجواب في اليومين المقبلين، فلننتظر.