IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “mtv” المسائية ليوم الاثنين في 21/3/2022

” في وقت قريب سأزور لبنان , انه قرار اتخذته ذاك ان لبنان هو ، ورغم اي شيء ،  نموذج للعالم” . العبارة للحبر الاعظم البابا فرنسيس ، وهو قالها امام رئيس الجمهورية ميشال عون ، الذي يزور روما.

ورغم الاهمية الشكلية للزيارة ، فانه لا ينتظر منها ان تحقق الكثير،  وخصوصا ان رئيس الجمهورية اعتبر امس لدى وصوله الى عاصمة الكثلكة ان المسيحيين بخير ،  وان لبنان ليس بزائل .

طبعا ، التفاؤل في الحياة امر ايجابي ، لكنه يتحول انكارا عندما ينأى بصاحبه نهائيا عن الواقع. فاين وكيف يجد عون ان المسيحيين بخير؟  فالخير غير موجود لا عند المسيحيين ولا عند اللبنانيين ،  فمعظم الناس هنا  في الازمة سواء .

بالتوازي مع زيارة عون ، فان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يزور القاهرة.  وقد تكلم البطريرك امام المرجعيات المصرية ، من دينية ودنيوية ،  كلاما واقعيا . فهو اعتبر ان لبنان يمر بمرض ويجب ان يلجأ الى الاصدقاء.

كما حذر من جهة ثانية من خطورة سلاح حزب الله ، معتبرا ان التزام لبنان الحياد الايجابي الناشط هو الحل . اذا ، بين ما يطرحه رأس الدولة اللبنانية من جهة ،  ورأس الطائفة المارونية من جهة ثانية فرق شاسع.

فالرئيس عون لا يواجه الواقع ولا الوقائع ، فيما البطريرك الراعي يضع الاصبع على الجرح. يوصف الداء، ويعطي الدواء. فطالما ان المسؤولين السياسيين عندنا يعيشون حال انكار ، هل من يتساءل ويتعجب لم تدهور وضعنا الى هذا الحد؟

في لبنان ، المواجهة بين غادة عون ورياض سلامة مستمرة. وجديدها اليوم ادعاء عون على حاكم مصرف لبنان بجرمي الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال. وهذا الادعاء هو الثاني في اقل من اسبوع ،  اذ كان سبقه ادعاء عون على سلامة بجرم الاهمال الوظيفي وهدر المال العام واساءة الامانة.

وقد رد سلامة على الادعاء الجديد اعلاميا ، عبر وكالة رويترز،  حيث اكد انه أمر باجراء تدقيق ، وان التدقيق المذكور لم يكشف ان المال العام يمثل اي مصدر لثروته .

وبعيدا من الوقائع القانونية والقضائية ، الواضح ان كل ما يحصل هو ل “قبع” رياض سلامة من منصبه ، و لتغيير اركان النظام المصرفي اللبناني . والهدف ليس اعادة حقوق المودعين وصولا الى ضرب الفساد وتحقيق دولة الشفافية كما يشاع ، بل تغيير الوجه المالي والمصرفي للبنان ، تماما كما تم تغيير وجه لبنان على عدة مستويات .

بهذا الاطار تتحول غادة عون ومن وراءها مجرد أدوات لتنفيذ مخطط سياسي محلي – اقليمي يستهدف ضرب لبنان الذي نعرفه .

من هنا اهمية  الاستحقاق الانتخابي الاتي . فهو استحقاق مصيري بكل المعايير والمقاييس. والصراع فيه بين توجهين وفريقين . فريق يريد الحفاظ على لبنان النموذج كما وصفه البابا اليوم ، وفريق  آخر يريد ربط لبنان بمحور لا يؤمن الا بالحروب الدائمة المتنقلة. لذلك ايها اللبنانيون مشاركتكم في الاستحقاق الاتي هي الاساس.

فال  ” تغيير بدو صوتك، بدو صوتك، وب 15 ايار خللي صوتكن يغير.