من يحرك بعض القضاة في لبنان؟ وهل تحول بعض حراس هيكل العدالة إلى مجرد تابعين ومنفذين لأصحاب السلطة والقصور والمقرات؟ السؤالان مشروعان، وخصوصا بعد مسرحيات غادة عون المضحكة المبكية، وتوقيفات نقولا منصور، وادعاء فادي عقيقي المتأخر على سمير جعجع في ملف غزوة عين الرمانة. وهو ادعاء غريب في توقيته ومضمونه.
وأغرب ما فيه أنه أتى بعدما تقدم وكلاء جعجع منذ ثمانية أيام بشكوى أمام التفتيش القضائي ضد عقيقي لإرتكابه مخالفات عدة. فما كان من عقيقي إلا أن توقف عن المجيء إلى مكتبه تهربا من تبلغ دعوى الرد.
ثم ارسل من منزله ادعاءه على سمير جعجع. علما أن الملف خرج من يده نهائيا، وأصبح في عهدة قاضي التحقيق العسكري فادي صوان. فكيف يسمح مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية أن يتهرب ويهرب من تبلغ دعوى رفعت بحقه ؟ وهل يمكن القاضي أن يصبح فارا من وجه العدالة؟ وبأي حق يتعدى عقيقي على صلاحيات قاض آخر؟ وفي النتيجة والمحصلة: هل عقيقي قاض يحكم باسم الشعب اللبناني، أم باسم العهد واركانه وحاشيته ؟
استهداف جعجع رافقه استمرار الضغط على رياض سلامة من خلال توقيف شقيقه رجا وجاهيا. اللافت ان توقيف سلامة من قبل نقولا منصور جاء بناء على دعوى يحقق فيها القاضي جان طنوس ايضا ، ما يعني ان سلامة اصبح ملاحقا في القضية عينها امام قاضيين، وهو امر غير مسبوق في تاريخ القضاء، ليس في لبنان بل في العالم!
وسط هذه الفوضى القضائية غير الخلاقة لم تتمكن غادة عون من ان تبقى ساكتة او ساكنة، فاصدرت قرارا بمنع ستة مصارف من تحويل الاموال الى الخارج.
القرار يعني عمليا شل المصارف الستة نهائيا، وضرب علاقاتها بالمصارف المراسلة ، ما سيؤدي في النتيجة الى انهيار كل القطاع المصرفي في لبنان بعد اهتزاز الثقة به عالميا. معارك غادة عون لم تتوقف هنا، بل وجهت تهديدا الى الاعلام وتحديدا الى الزميل مارسيل غانم. فهل يجوز لقاض ان يهدد الاعلام والاعلاميين ؟ وهل نحن نعيش في جمهورية ديمقراطية ام في زنزانة كبيرة ؟
المعارك القضائية الثلاث، التي يخوضها “فرسان” العهد الثلاثة، تؤكد ان العهد او ما تبقى منه يلعب آخر اوراقه، وانه لم يعد امامه سوى التمترس وراء بعض القضاة الذين يدينون له بالولاء، اما لتعزيز حظوظه في الانتخابات عبر عراضات شعبوية، واما لضرب الاستحقاق من اساسه.
لذلك ايها اللبنانيون، تنبهوا الى ما يحاك في الغرف السوداء ، وكونوا جاهزين للاستحقاق الكبير. ف ” التغيير بدو صوتك.. بدو صوتك.. وب 15 ايار خللي صوتكن يغير