للأسف، لا يشعر اللبنانيون بأي تغيير في الأول من نيسان. فكذب المسؤولين هنا لا يقتصر على يوم واحد، بل هو مادتهم المفضلة كل يوم.. وحتى كل ساعة! لذا اعتدنا كذبهم علينا، ولم يعد الأول من نيسان يعني لنا شيئا. وبخلاف الكذب اليومي، فان نهاية الاسبوع تشهد نوعا من الهدوء النسبي سياسيا. كأن كل الضجيج الذي اثير في الاسبوعين الاخيرين افضى الى لا شيء.
فأركان السلطة منشغلون من الان والى الرابع من نيسان باستكمال تشكيل لوائحهم الانتخابية لتسجيلها في وزارة الداخلية قبل منتصف ليل الاثنين المقبل.
هكذا تناسوا الكابيتال كونترول وكل القوانين التي تهم الناس. كذلك تناسوا التفاوض مع صندوق النقد الدولي وانصرفوا الى هوايتهم المفضلة: محاولة القبض على السلطة لاربع سنوات جديدة من خلال الانتخابات النيابية. فهل يعطي الشعب اركان المنظومة صك براءة يريدونه باي ثمن، ام سيفاجئهم في صناديق الاقتراع، تماما كما فاجأهم في الشوارع والساحات في 17 تشرين؟
قضائيا، ما كان متوقعا حصل. مدعي عام جبل لبنان غادة عون استأنفت قرارا باخلاء سبيل رجا سلامة، واحالت الملف على قلم الهيئة الاتهامية. هذا يعني في القراءة السياسية ان كل ما سرب امس عن امكان التوصل الى تهدئة على الجبهة السياسية- القضائية غير صحيح. فاركان العهد مستمرون في محاولاتهم الدؤوبة لمحاصرة حاكم مصرف المركزي، ومعه القطاع المصرفي.
وسط هذه الاجواء يستقبل اللبنانيون شهر رمضان، فرمضان كريم لللبنانيين عموما وللمسلمين خصوصا. وقد جدد مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان في رسالته الى اللبنانيين لمناسبة بدء الشهر الفضيل موقفه بشأن الانتخابات، حاسما الجدل حول الموقف السني من الاستحقاق، اذ دعا الى الذهاب معا الى الانتخابات لانتاج بدائل.
لذلك ايها اللبنانيون، شاركوا في الاستحقاق الاتي. اقترعوا بكثافة لأن الاقتراع ليس ترفا بل هو واجب وطني لا سيما في الظروف الصعبة التي اوصلوا اليها لبنان. ف “التغيير بدو صوتك.. بدو صوتك.. وب 15 ايار خللو صوتكن يغير “