من لبنان الى فرنسا صندوقة الاقتراع هي الحدث وهي البوصلة. لبنانيا، من بكركي حدد البطريرك الماروني وجهة المعركة الانتخابية المقبلة. فالبطريرك الماروني اعلن بكل صراحة ان من سيخرج من صناديق الاقتراع ليس اسماء النواب فقط بل هوية لبنان. وهو امر يلقي مسؤولية كبيرة على الناخبين. فللمرة الاولى ربما في تاريخ لبنان لا تتعلق الانتخابات بمن سيربح ومن سيخسر، وانما بمستقبل لبنان، وهو اليوم في مهب الريح. وما يؤكد كلام البطريرك امران: الاول محاولة السلطة بما تملكه من نفوذ ان تعرقل انتخابات المغتربين، وهو ما ورد في كلام وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، الذي شكك في امكان انتخاب المغتربين نظرا الى الصعوبات المالية واللوجستية القائمة، منهيا عرضه وفق مبدأ: “اريد حلا”. والسؤال: هل الحل مطلوب من الناس في لبنان ومن المغتربين في الخارج او من السلطة؟ واذا كانت السلطة عاجزة الى هذا الحد، فلماذا انتظرت الى اليوم حتى تظهر عجزها، ام ان التأخير مقصود من البداية لتفخيخ انتخابات المغتربين، وبالتالي لتفخيخ الانتخابات النيابية من اساسها؟
الامر الثاني الذي يؤكد كلام سيد بكركي، هو ما قاله رئيس المجلس السياسي في حزب الله ابرهيم السيد. فالسيد اعتبر الانتخابات النيابية معركة سياسية ومعنوية هدفها ألا ينال احد من سلاح المقاومة تحت اي عنوان. وهذا يعني، بتعبير آخر، ان كل ما يقوم به حزب الله من حراك سياسي وانتخابي، ومن تجميع للحلفاء، ولو كانوا خصوما، هدفه واحد: اضفاء شرعية على سلاح حزب الله للسنوات الاربع المقبلة. فهل هذا ما يريده اللبنانيون؟ وهل السلاح غير الشرعي وغير المنضبط والذي يستعمل لارساء توازنات قسرية وزجرية في الداخل، هو الحل في ظل الازمات الكثيرة التي يعانيها اللبنانيون؟ واليس هذا السلاح بالذات ومن وراءه اوصلا اللبنانيين الى ما وصلوا اليه على كل المستويات؟
فرنسيا: اللعبة الديمقراطية في دورتها الاولى تأخذ مجراها. ووفق التوقعات فان ايمانويل ماكرون ومارين لوبان هما المؤهلان للانتقال الى الدورة الثانية، اي ان الرئاسة الفرنسية ستكون من نصيب احدهما بعد اسبوعين، وهو امريحدد التوجه الفرنسي في السنوات الخمس المقبلة.
في المحصلة: الممارسة الديمقراطية هي الاساس . لذلك ايها اللبنانيون، شاركوا بكثافة في الاستحقاق الانتخابي الاتي لتكونوا انتم اصحاب الكلمة الاولى والاخيرة في تحديد هوية لبنان كما قال البطريرك، ولتخرجوه من سطوة السلاح غير الشرعي ولتعيدوه الى حضن الشرعيتين العربية والدولية. ف”التغيير بدو صوتك وبدو صوتك.. وب 15 ايار خللو صوتكن يغير.