Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 03/11/2018

ككيس الملاكمة يتلقى اللبناني الضربات من كل جانب، ورأسه المترنح ما عاد قادرا على تمييز مصادر الأذى التي تهدده ليتجنب اخطرها:

أهو التلوث وقد تحولت جونية بين ليلة وضحاها نموذجا فاقعا لرفيقاتها المدن اللبنانية المنكوبة الشهيدة التي لا ندري لماذا لم يشملها تقرير green peace؟. هل من العتمة الشاملة أم من السجالات غير الصحية بين الوزراء المعنيين بالطاقة والصحة؟. أم هو الخطر الزاحف إلينا من العقوبات الأميركية على ايران بأصولها وفروعها وفي مقدمها “حزب الله”، والتي سيبدأ العمل فيها الاثنين؟. أم هي الأزمة الاقتصادية المتصاعدة التي ستنجم عن عملية الخنق هذه، علما بأن ما نعانيه الآن قبل العقوبات يكفي لتدمير اقتصادات أكبر الدول؟. أم هو الخطر الكارثي المتأتي من أن لبنان يواجه كل المصاعب في ظل حكومة تصريف الأعمال، وقراره رهن أمزجة مريضة يختلط فيها الاقليمي بالمحلي بالشخصاني ولا من يسأل؟.

من الخطر الأكبر والأول نبدأ، فقرار تأليف الحكومة يصادره “حزب الله”، وما يترك في هذا السياق من صلاحيات لرئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، هو تلقي الملامة بالعرقلة لأن الدستور أناط بهما هذه المهمة، ف”حزب الله” أعلن صراحة ان لا حكومة بلا سنة الثامن من آذار ولو استغرق التأليف سنوات. وفي ظل الاصرار المحق والمبرر للرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على عدم توزير هذه الفئة، صارت الكرة في ملعب هؤلاء النواب، فمصير البلاد والانتظام العام والاقتصاد يتوقف على حسهم الوطني، والمطلوب ان يعوا عظمة المخاطر فيزوروا حارة حريك هذه المرة، لشكر الحزب على موقفه الداعم لتوزيرهم، علما ان لا ضمانة بأنه لن يستولد عذرا جديدا لتمديد تعطيل التأليف، فقليلون كانوا يتوقعون ان يفجر الحزب قنبلة سنة المعارضة، بعدما تنازلت “القوات” وقبلت بما حصلت عليه من حقائب.