حتى الساعة بلغت نسبة اقتراع المنتشرين في الدول العربية 54 في المئة تقريبا، بحيث اقترع حوالى 17 الف لبناني موزعين على عشر دول عربية.
طبعا النسبة مرشحة للارتفاع من الان وحتى الساعة العاشرة، موعد اقفال صناديق الاقتراع. ويمكن القول ان نسبة الاقتراع المسجلة جيدة اذ لامست نسبة اقتراع المنتشرين في العام 2018، علما ان وزير الخارجية توقع ان تبلغ نسبة الاقتراع 70 في المئة.
اكثر ما لفت في اليوم الانتخابي الطويل: المشاركة السنية التي برزت في الدول التي أجريت فيها الانتخابات ، وخصوصا في المملكة العربية السعودية.
هذا الامر مؤشر الى ما يمكن ان يحصل في لبنان. فالمكون السني، وبخلاف ما يعتقد البعض، لن ينجر الى لعبة المقاطعة، وهو يدرك خطورة المرحلة ودقتها. كما انه يدرك ان عدم ممارسة الواجب الانتخابي سيؤدي الى امرين لا ثالث لهما: اخراج السنة من المعادلة السياسية ولو بصورة جزئية، ثم ترك الساحة للذين يؤمنون بتوجهات وافكار تصب في مصلحة الدويلة لا الدولة.
من هنا فان المشاركة السنية الكثيفة في الانتخابات ستصوب المسار وستسمح بأن تكون انتخابات العام 2022 مفصلية في تاريخ لبنان، وبداية التغيير في مستقبله.
في العملي لم تسجل اشكالات كبيرة على صعيد عملية الاقتراع، واقتصر الامر على بعض الخروق البسيطة.
في المقابل رصدت الجمعية اللبناني لديمقراطية الانتخابات توقف عملية المراقبة للانتخابات النيابية في وزارة الخارجية لحوالى خمس عشرة دقيقة، وذلك بسبب انقطاع شبكة الانترنت، ما منع نقل مجريات العملية الانتخابية من اقلام الاقتراع.
ومع ان انقطاع الانترنت شبه طبيعي في لبنان، لكنه يقدم صورة غير ايجابية عما يمكن ان يحصل في يوم الانتخاب الطويل في 15 ايار ، وخصوصا ان كثيرين اعتبروا ان الانتخابات النيابية في لبنان مهددة في نزاهتها وشفافيتها لامكان التذرع بانقطاع الكهرباء بصورة فجائية في بعض الاقلام.
توازيا، لفت الخطاب التعبوي الذي يواصل المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان بثه، والذي وصل الى حد اعتبار التصويت للثنائي الشيعي بمثابة واجب وطني واخلاقي وديني حتى. فهل نحن في صراع سياسي وفي ممارسة ديمقراطية، ام في صراع طائفي ديني يصل الى حد اصدار فتاوى دينية لتعبئة الناس مع فئة سياسية ضد فئة اخرى؟
لذلك ايها اللبنانيون، شاركوا بكثافة في الاستحقاق الاتي. ف ” التغيير بدو صوتك بدو صوتك وب 15 ايار خللو صوتكن يغير”.