الحكومة المنتظرة تنتظر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، المتوقعة في اليومين المقبلين. لكن عودة رئيس الحكومة المكلف الآن لن تغير في الأمور شيئا، فالواضح ان تشكيل الحكومة لم يعد مسألة أيام بل انه معلق على أمرين على الأقل، الأول الوجهة التي سترسو عليها العلاقة بين الرئيس ميشال عون و”التيار الوطني الحر” ب”حزب الله”، والثاني بدء تطبيق العقوبات على ايران غدا.
ففي المعلومات أن الهدف الحقيقي من قرار “حزب الله” بدعم سنة الثامن من آذار، هو منع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي من الحصول لوحده على الثلث المعطل داخل مجلس الوزراء، فهل الموقف المذكور سيستمر؟، وإلى متى؟، وهل هو خاضع للبحث بين عون والحزب أم ان قرار الحزب نهائي ولا تراجع عنه؟.
الصورة الاقليمية ليست أكثر وضوحا، فغدا تدخل ايران زمن العقوبات الأميركية المشددة أو المدمرة، بحسب وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لها. العقوبات المذكورة ستغرق البلاد أكثر فأكثر في الانكماش، كما توقع الصندوق الدولي ان تؤدي إلى تراجع الاقتصاد في العام 2019 بنسبة 3.6%. والسؤال كيف سينعكس الضغط الأميركي المتزايد على ايران على الوضع في لبنان؟، وهل تذهب الحكومة المنتظرة ضحية التجاذب بين الطرفين فلا نشهد ولادتها في المستقبل القريب؟.
وحتى توفر الاجابة عن هذا السؤال، نتوقف عند خبر سار لأهل غزة لكنه صادم لنا كلبنانيين، فالقطاع المعزول والمحاصر من اسرائيل عادت الأضواء إلى منازله بعد تحسن التغذية بالكهرباء، في المقابل لبنان غير المعزول وغير المحاصر مهدد بالعتمة شبه الكاملة، فهل من ذل أبشع من هذا الذل؟.