أبشروا ايها اللبنانيون. فبدءا من الاثنين المقبل أنتم سواسية امام القانون. فجميعكم لن تتمكنوا من الاستحصال على سجل عدلي من الدوائر المعنية. لماذا؟ الاسباب كثيرة. المهم ان صاحب السوابق سيتساوى مع المنزه. والمجرم سيتساوى مع البريء، واللص سيتساوى مع النظيف الكف. فما من سبيل في الاسبوع المقبل ليؤكد احد منكم ان لا حكم عليه، لأن لا سجلات عدلية تـثبت البراءة. والواضح ان المسؤولين عندنا سيكونون اسعد الناس بعدم وجود سجلات عدلية، لأن هذا يبرئهم من اي سرقة او جريمة، علما ان رائحة صفقاتهم وسمسراتهم وسرقاتهم وصلت الى كل مكان في العالم! في الاثناء ما حصل بين امس واليوم على صعيد الدولار لا يزال حديث الناس. اذ انه غير مسبوق. ففي اقل من اربع وعشرين ساعة هبط الدولار عشرة الاف ليرة، وذلك بعد تدخل مصرف لبنان باحتياطيه لضبط الوضع ولردع مافيات السوق السوداء واصحاب التطبيقات المدمرة للاقتصاد. فهل من حل نهائي لهذا التلاعب بحياة الناس ولقمة عيشهم؟ ام انه مكتوب على اللبناني اما ان يكون تحت رحمة المافيات السياسية المتلاعبة بالمصير وبالاعناق، او تحت رحمة المافيات المالية المتلاعبة بالدولار وبالارزاق؟
سياسيا، الانظار متجهة الى يوم الثلثاء، وفيه تعقد اول جلسة لمجلس النواب الجديد. سببان وراء الاهتمام بالجلسة. الاول: اكتشاف النواب الجدد وطريقة ادائهم تحت قبة البرلمان، والثاني تحديد موازين القوى في البرلمان الجديد. وهنا اسئلة كثيرة تطرح لعل ابرزها ما اذا كان الرئيس نبيه بري سيتمكن من الحصول على الاكثرية المطلقة في اول دورة تصويت، ام انه مضطر لانتظار الدورة الثالثة حتى يمر بالاكثرية النسبية. اكثر من ذلك: من سيكون الرئيس الفعلي لمجلس النواب: نبيه بري ام الورقة البيضاء؟ بالنسبة الى نيابة الرئاسة الامر مماثل. فبعد التفويض الذي حصل عليه النائب الياس بو صعب من التيار الوطني الحر ومن تكتل لبنان القوي فانه باشر سلسلة لقاءات تشاورية، ابرزها في عين التينة مع الرئيس نبيه بري. ووفق معلومات الـ “ام تي في” فان اللقاء اتسم بالايجابية لكن معالم الطريق لم تتحدد بعد.
واضافة الى بو صعب ، هناك النائب سجيع عطية الذي باشر هو الاخر سلسلة اتصالات ولقاءات. وقد علمت الـ “ام تي في”، ان بري لم يحسم قراره بعد، علما بان القرار الذي يتخذه سيسير به حزب الله حكما، ما يحدد الى حد كبير طبيعة المعركة.