شد حبال وحبس أنفاس من اليوم إلى الثلاثاء المقبل. فالأطراف السياسية والقوى النيابية مستنفرة للمعركة البرلمانية التي تشمل انتخاب رئيس ونائب للرئيس وهيئة مكتب المجلس. ومع أن المشهد لا يزال ضبابيا بعض الشيء، فإن الصورة تتظهر أكثر فأكثر ساعة بعد ساعة.
على صعيد الرئاسة أولا يخوض رئيس السن نبيه بري معركة ضد اثنين: الورقة البيضاء والأكثرية النسبية. فهو يريد أن يحصل على عدد أصوات يفوق عدد الأوراق البيض، كما يريد أن يفوز، إما بالدورة الأولى أو بالدورة الثانية من الإقتراع حيث الفوز بالغالبية المطلقة، اي النصف زائدا واحدا، فيما الإقتراع بالدورة الثالثة هو بالغالبية النسبية.
وحسب أجواء الثنائي فإن بري يبدو مرتاحا إلى النتيجة المتوقعة، وهو يرى أن الفوز بخمسة وستين صوتا وما فوق لم يعد احتمالا ضعيفا، وخصوصا أن أصوات نواب تكتل لبنان القوي ستذهب إليه، فيما نواب التيار الوطني الحر لن يضعوا اسم بري في صندوقة الإقتراع، إلتزاما بتوجه رئيس التيار جبران باسيل.
والظاهر أن العلاقة بين بري وباسيل عادت إلى دائرة التحدي من جديد، إذ نقل عن بري قوله: “أنا مني عايز جبران باسيل لأني معو وبلاه طالع، والمقايضة بتفيدو إلو وما بتفيدني ومستغني”، فهل من تأثير لهذه العلاقة المتوترة على نتائج معركة نيابة الرئاسة؟
في المعركة المذكورة الظاهر ان الثنائي الشيعي حسم خياره. وحسم الخيار هنا يشكل استكمالا للحساسية التاريخية بين جبران باسيل من جهة ونبيه بري من جهة ثانية. فالجميع صار يعرف ان ترشيح الياس بو صعب لنيابة رئاسة المجلس لم يكن نتيجة قرار شخصي اتخذه باسيل في اطار الاجتماع الاخير لتكتل لبنان القوي. ذاك ان رئيس التيار كان يفضل اختيار شخص آخر للمنصب، وهو طرح بالتحديد اسم النائب جورج عطا الله. لكن بو صعب تمكن من الحصول على تأييد شخصيات ونواب كثر ضمن التيار، فقبل جبران بالامر وسلم بالامر الواقع. وقد تلقف بري الامر، واصبح يميل الى تأييد بو صعب، لسببين: العلاقة التي تجمع بين الرجلين، وعدم رغبة بري في ان يصل الى نيابة الرئاسة شخص لا يستسيغ وجوده الى يمنيه. هكذا اذا من المرجح ان ينال بو صعب تأييد امل والتيار كما حزب الله اضافة طبعا الى قوى اخرى. والسؤال: ماذا سيفعل الطرفان الاخران في المعادلة البرلمانية اي القوى السيادية والنواب التغييريون؟ هل يسلمون بما حصل، ام يخوضون معركة ضد بو صعب من خلال مرشح آخر، قد يكون سجيع عطية، كما قد يكون سواه؟