IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 03/6/2022

انه بلد الجنون بامتياز امنيا ومعيشيا وحتى سياسيا. الجنون الامني تجلى اليوم عبر ما حصل في حي الشراونة في بعلبك. فبعدما بلغت الفوضى مداها واستشرى الفلتان من جديد في المنطقة المذكورة, تدخل الجيش ليضع حدا للفلتان والفوضى،  ما ادى الى استشهاد عسكري واصابة خمسة آخرين.

ولمن لا يعرف التفاصيل فان بطلي الفوضى والفلتان في الشراونة تجار مخدرات خارجون على القانون، ومحميون، لانهم يعيشون في مناطق معروف من يسيطر عليها ومن يتحكم في قرارها.

المؤلم في العملية ان التضحيات التي قدمت فيها, لم تؤد الى القبض على المطلوب الاول في المنطقة  “ابو سلة” الذي تمكن من الفرار.

و فرار ابو سلة يطرح اكثر من علامة استفهام. فلو ان “ابو سلة” لا يتمتع بحماية ما, من جهة مؤثرة وفاعلة على الارض, هل كان استطاع الفرار بعدما احكم الجيش الطوق على حي الشراونة وتل الابيض؟ والا  يؤكد ما حصل اليوم في بعلبك  ان هناك مناطق باكملها عصية على الدولة اللبنانية وعلى قواها العسكرية؟ فكيف لدولة بالتالي ان تكون دولة كاملة في مناطق،  ونصف دولة وحتى لا دولة في مناطق اخرى؟

توازيا، برز اليوم جنون معيشي تجلى في ارتفاع سعر صفيحة البنزين 23 الف ليرة، وقاروة الغاز سبعة الاف ليرة. وفيما ازمة الخبز تراوح مكانها، صدر قرار مستغرب عن وزارة الطاقة طلبت فيه من اصحاب المولدات الا تتدنى ساعات التغذية عن ست عشرة ساعة يوميا.

فكم ينطبق على وزارة الطاقة المثل القائل:”ايها الطبيب طبب نفسك “! اذ الم يكن اولى بها، وبدلا من ان تطلب من اصحاب المولدات رفع ساعات التغذية، ان تسعى هي الى رفع  ساعات التغذية؟ ام ان وزارة الطاقة صارت وزارة اللاطاقة وغيرت صلاحياتها وطبيعة عملها حتى تحولت مجرد منظم لساعات عمل المولدات؟

في السياسة الامور ليست افضل. فالاستشارات النيابية الملزمة التي تردد قبل يومين انها ستجرى الاثنين المقبل، وذلك  لتكليف شخصية سنية تكليف الحكومة،  أجلت على ما يبدو الى منتصف الاسبوع الطالع وربما اكثر.

فهل  بدأنا ندخل في دوامة ازمة حكومية، نتيجة الواقع السياسي المعقد الذي نعيشه وفي ظل توازن القوى الجديد في البرلمان؟ ؟والاهم: هل عاد فريق العهد الى نظرية التأليف قبل التكليف  في استعادة لنظرية العربة قبل الحصان؟ اذا ثبت الامر فان  لبنان المنهك على كل المستويات سيصبح  في عين  العواصف من جديد. فضعوا احزمة الامان… وتحضروا للأسوأ.