Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 04/6/2022

لبنان القداسة تقدم اليوم على لبنان السياسة. واذا كانت السياسة كما يمارسها السياسيون في لبنان أفقدت اللبنانيين الأمل بوطنهم وأحبطتهم وأذلتهم، فإن الاحتفال المهيب الذي اقيم بعد ظهر اليوم في دير الصليب بقنايا شكل بصيص أمل وعلامة رجاء وسط الظلام المحدق من كل الجهات. فإعلان الأبوين ليونار ملكي وتوما صالح طوباويين على مذبح الكنيسة المقدسة الرسولية، وهما من بلدة بعبدات المتنية أكد المؤكد من جديد.

والمؤكد في هذا المجال أن لبنان، الذي لا ينفك يقدم للعالم طوباويين وقديسين، هو بلد يستحيل أن يموت. صحيح أن جلجلته طويلة، ودرب آلامه قاسية وهي مستمرة بشكل أو بآخر من العام 1975 إلى اليوم، لكن يبقى الرجاء اقوى من اليأس، ويبقى الأمل أقوى من الإحباط. فالطوباويان ملكي وصالح استشهدا دفاعا عن إيمانهما، فدفنا في التراب لكنهما عادا وارتفعا على مذبح الرب بعد أكثر من مئة عام على استشهادهما.

وهكذا حتما سيفعل لبنان. إذ رغم انهياراته المتتالية القاسية فإن لبنان الحقيقي سيعود، لبنان الرسالة الحقيقية والعميقة، لبنان الدولة لا الدويلة، لبنان الشرعية لا الخارج على كل الشرعيات. فهل يعي اليوضاسيون ذلك قبل فوات الأوان، أم يستمرون في مخططاتهم الجهنمية ومؤامراتهم الدنيئة ليبيعوا الوطن والناس بأقل من ثلاثين من الفضة؟

سياسيا، استحقاقان يداهمان البلد الاسبوع الطالع. الاول الثلثاء ويتمثل في جلسة انتخاب اللجان البرلمانية. اما الاستحقاق الثاني فيتمثل في الدعوة التي سيوجهها الرئيس ميشال عون لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية سنية تشكيل الحكومة. بالنسبة الى الاستحقاق الاول المشاورات لا تزال جارية للتوافق على اللجان، رؤساء واعضاء. لكن حتى الان لم تؤد الى النتيجة المرجوة منها. ووفق المعلومات، فان الاجواء لا توحي ان التوافق يمكن ان يحصل هذه المرة، كما في كل مرة. فمجلس النواب مشرذم بقوة والاصطفاف السياسي عاد الى ذروته. وبالتالي فان ثمة رغبة لدى اركان المنظومة في اقصاء القوى السيادية عن اللجان المؤثرة. وهو ما دفع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص الى ان يرفع الصوت اليوم، اذ قال ان القوات اللبنانية لن ترضى باقل من رئاسة لجنتين انطلاقا من وجودها الوازن في البرلمان. كما اعتبر عقيص ان اي توزيع لا يعطي القوات لجانا اساسية وغير اساسية هو استهداف لوجودها في البرلمان ولما تحقق في الانتخابات.

حكوميا، الاتصالات مستمرة ايضا للوصول الى توافق بين الثنائي الشيعي وفريق العهد على اسم رئيس الحكومة العتيد. الثنائي يؤيد عودة ميقاتي، فيما التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية لا يحبذان الخيار المذكور، ويفضلان تسمية شخصية غير ميقاتي. وحتى الان الامور عالقة بين الطرفين. وقد جاء اجتماع ميقاتي بعون امس ليثبت عدم التوافق حول امور كثيرة ولا سيما بالنسبة الى مقاربة الازمات المالية والاقتصادية والمعيشية. فهل يؤدي عدم وجود خيار واحد لدى اركان المنظومة، الى ترحيل استشارات التكليف الى ما بعد الاسبوع الطالع؟