Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 12/6/2022

الأسبوع الطالع حاسم ترسيما وتكليفا. آموس هوكستين يباشر بدءا من الغد مشاوراته مع المسؤولين اللبنانيين، وهي مشاورات مؤجلة منذ شباط الفائت. فالوسيط الأميركي إنتظر أجوبة لبنانية على طروحات قدمها، لكنه لم يلق أي جواب. هذه المرة الأمر مختلف. فلبنان هو المحشور، بعدما باشرت إسرائيل إجراءات أولية للتنقيب عن النفط في محاذاة الحدود البحرية اللبنانية. رغم ذلك، فإن الأجواء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لا توحي أنهما يشعران حقا بالحشرة أو حتى بأي إحراج. وحتى الآن لا يدري أحد ما إذا كان الطرح اللبناني سيكون موحدا أمام هوكستين، أو أننا سنكون أمام طروحات عدة. وفي هذا الإطار تشير المعلومات المتوافرة إلى أن تغيب الرئيس بري عن اجتماع القصر الجمهوري كان رسالة الى الرئيس عون وفريقه. فبري، وفق أوساط مقربة منه، غير مرتاح إلى المسار الذي تسلكه قضية الترسيم، ويفضل أن يبعد نفسه عن الملف، طالما أن رئيس الجمهورية يعتبره من ضمن صلاحياته. وبري يعتبر انه أدى واجبه في الملف، ويرى ضرورة الإلتزام بالإتفاق الإطار الذي ساهم في وضعه . في المحصلة، الموقف اللبناني غير واضح تماما، والدليل أن المسؤولين اللبنانيين ما زالوا يرفضون الإلتزام بموقف خطي وسيكتفون بتقديم جواب شفهي لهوكستين. فكيف سيتلقى الوسيط الأميركي الأمر؟ وهل تمييع الموضوع بهذا الشكل هو في مصلحة لبنان؟

حكوميا، ترجح المعلومات ان يدعو عون الى الاستشارات النيابية الملزمة بعد مغادرة هوكستين الثلاثاء، اي ان الاستشارات ستجرى اما الاربعاء او الخميس، هذا اذا جرت الرياح الحكومية بما تشتهي سفينة العهد. ففريق قصر بعبدا غير مقتنع حتى الان بتكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة، لذلك يماطل ويؤجل. لكنه يدرك في المقابل ان الثنائي امل- حزب الله متحمس لعودة ميقاتي، كما ان الاخير يلقى توافقا اميركيا- فرنسيا- مصريا، اضافة الى لاممانعة خليجية وسعودية لعودته الى السراي. لذا فان فريق العهد يحاول ان يأخذ ضمانات التاليف قبل التكليف، وفي طليعتها ان تكون الحكومة سياسية، وان يحتفظ فيها التيار الوطني الحر بحقيبة الطاقة، اضافة الى امكان عودة الوزير جبران باسيل الى وزارة الخارجية. باختصار، انها حكومة العهد الاخيرة، وربما هي حكومة ادارة البلاد ما بين عهدين، لذا لن يتهاون فريق رئيس الجمهورية بشأنها، وقد يصل الامر بباسيل الى القول: اما انا في الحكومة او لا حكومة. كل هذا يجري فيما سعر صفيحة البنزين صار يساوي الحد الادنى للاجور، وفيما الازمات الاجتماعية تتوالى على لبنان. وقد اعلن اليوم ان غواصة ستنطلق من اسبانيا الى مرفأ طرابلس لتحاول انتشال حوالى 30 ضحية ترقد في قعر المياه. فاذا كانت الغواصة قادرة على انتشال ضحايا زورق الموت، فمن ينتشل لبنان يا ترى من القعر الذي اوصله اليه حكامه ومسؤولوه؟