Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 26/06/2022

من يتابع وسائل التواصل الإجتماعي في اليومين الفائتين يعتقد أن حربا كونية نشبت بين ليلة وضحاها. فالحملات مستعرة والبيانات والبيانات المضادة تتوالى، وكل المواقف والكلمات تتميز بالحدة والقساوة. السبب: تعميم لوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي طالب فيه المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام بمنع تجمعات تهدف إلى الترويج للمثلية الجنسية. فبمعزل عما حصل ويحصل، وبمعزل عن قانونية أو عدم قانونية ما قام به الوزير، وبمعزل عن دخول المرجعيات الدينية على اختلافها على الخط، فإن المطلوب الهدوء في مقاربة الموضوع، وعدم الوصول بالأمور إلى حد التهديد بالقتل واستباحة الدماء. فلبنان تعب من الحروب على كل شيء وحول كل شيء. وإذا لم نكن قادرين كلبنانيين على أن نتفاهم في مواضيع السياسة العامة وفي القضايا الإستراتيجية، فهل نحن فاشلون أيضا في المواضيع الخاصة التي تتعلق بالحياة والحريات الشخصية؟ من هنا الهدوء واجب. وعلى المرجعيات الروحية من مسيحية وإسلامية التي تقول رأيها في الموضوع أن تساهم في التهدئة وتعزيز ثقافة الحوار. كما أن على الجمعيات التي تنادي بتشريع المثلية أن تقدر خصوصية المجتمع اللبناني وتتعاطى بواقعية وتراعي حساسية الموضوع.أي المطلوب من الطرفين  التخفيف من حدة الخطاب وإجراء حوار عميق ومباشر وليس على مواقع التواصل الإجتماعي. فلبنان رسالة حوار قبل كل شيء، فاذا فقد الحوار ماذا يبقى منه؟

سياسيا، غدا الجولة الاولى من الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. الاجواء السياسية المرافقة تشير الى نوع من انواع الانسداد في الافق الحكومي. فالتيار الوطني الحر لا يزال على موقفه بتشكيل حكومة سياسية لمواجهة مرحلة الاستحقاق الرئاسي، وربما مرحلة الفراغ الرئاسي. في المقابل الرئيس ميقاتي يريد حكومة على غرار الحكومة الحالية، وثمة من يتحدث عن رغبة لديه في تعويم حكومة تصريف الاعمال عبر استنساخها من جديد مع تغيير ستة من وزرائها على الاكثر. فاي الخيارين هو الاقرب الى التحقق؟ استشارات الاثنين والثلثاء ستحدد اتجاهات الريح، علما ان استمرار التضارب في وجهات النظر قد يكون لمصلحة الحكومة الحالية، بحيث تبقى في مرحلة تصريف الاعمال الى ما بعد اجراء الاستحقاق الرئاسي. توازيا، لفتت التصريحات التي ادلى بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، والتي تحدث فيها عن وحدة ساحات المقاومة وجبهات الممانعة، معتبرا لبنان جزءا لا يتجزأ من هذه الجبهات. فمن اعطى السيد هنية حق  تحديد خيارات  السياسة اللبنانية؟ وهل اصبحنا في مرحلة من الضعف بحيث ننتظر من هنية ان يحدد الخيارات الاستراتيجية للبنان؟ واين المسؤولون  اللبنانيون من هذا الكلام الخطير وغير المقبول؟ وهل سيتخذون موقفا مما قيل ام انهم سيهربون كالعادة ويتهربون  باعتبار ان “الهريبة تلتين المراجل”؟