البحث في تشكيل الحكومة مؤجل الى ما بعد عيد الاضحى. فلا رئيس الحكومة سيزور بعبدا، ولا الوساطة التي تردد ان احد الوزراء يقوم بها بين ميشال عون ونجيب ميقاتي ستؤدي الى اي نتيجة. الخلاف بين الفريقين جذري وعميق. فرئيس الجمهورية يريد من الحكومة امرين: تعزيز الوضع السياسي للتيار الوطني الحر من خلال اعطائه اكبر عدد ممكن من الوزارات المهمة والوازنة، ثم تعزيز وضع التيار ادرايا من خلال سلسلة تشكيلات وتعيينات تشمل الاجهزة الامنية والعسكرية والقضاء والادارة والسلك الديبلوماسي.
اذا، العهد ينظر الى الحكومة الجديدة وكأنها الفرصة الاخيرة، بالتالي فهو يريد استغلالها الى النهاية، لتشكل الرافعة السياسية والادارية لمرحلة ما بعد عون في قصر بعبدا.
في المقابل رئيس الحكومة يدرك المخطط العوني- الباسيلي تماما، ولن يقدم لرئيس الجمهورية ولا لرئيس التيار اي هدية في آخر العهد. وهو يتلاقى في موقفه مع عدد كبير من القوى السياسية التي تنتظر انتهاء العهد العوني بفارغ الصبر، ولا تريد له تعزيز وجوده سياسيا واداريا قبل اربعة اشهر من انتهاء الولاية الرئاسية الصعبة. نحن اذا في ازمة لا حل لها، وفي مأزق يصعب تجاوزه.
أما هموم الناس، اما المفاوضات مع صندوق النقد، اما الخطط الاقتصادية – الاجتماعية، اما محاولات انقاذ ما تبقى من اموال المودعين، اما تأمين الكهرباء والماء والاتصالات ، فكلها في آخر هموم المسؤولين والمتحكمين. فحصصهم اولى، ومصالحهم “أبدا”، و “من بعد ازلامن ومحاسيبن ما ينبت حشيش”.
حياتيا: ازمة الرغيف تراوح مكانها، والتراشق بالاتهامات بين وزير الاقتصاد واصحاب الافران مستمر. وزارة الاقتصاد تؤكد ان اصحاب الافران يهربون الرغيف من امام المواطن، ويستخدمون الطحين المدعوم لصناعة منتجات اخرى غير مدعومة.
في المقابل الافران تنكر ذلك وتعتبر ان الطحين غير متوافر في الاسواق، فهو اما غير موجود اساسا واما انه يهرب بطريقة او باخرى. وبين الاتهام والاتهام المضاد ضاع المواطن ، علما ان كل هذه الاتهامات ” ما بتطعمي خبز” كما يقال بالعامية.
قضائيا، تطور بارز تمثل في حضور المحقق العدلي طارق البيطار الى مكتبه للمرة الاولى منذ 23 كانون الاول 2021 . طبعا الحضور الى المكتب لم يكن بقصد العمل الممنوع عنه البيطار اصلا، بل لتبلغ مضمون عدد من دعاوى الرد المقدمة من مدعى عليهم وموقوفين في القضايا.
وفي المناسبة سؤالان يطرحان : لماذا لا يزال قرار التشكيلات القضائية المتعلق بالهيئة العامة لمحاكم التمييز نائما نومة اهل الكهف في جارور وزير المال يوسف خليل؟ ومتى يتوقف الثنائي امل – حزب الله عن ابتداع كل الاساليب لمنع الوصول الى الحقيقة في جريمة تفجير المرفأ ولمنع احقاق العدالة؟ توازيا لبنان الحياة يشتعل.
مهرجانات بعلبك تعود الليلة لتذكر بالماضي الجميل. والليلة ايضا بدأت الاستعدادت لعيد الاضحى ، وسنواكبها من بيروت وطرابلس. فاضحى مبارك للجميع، مع الامل ان تزهر تضحيات اللبنانيين بعد هذا العناء الطويل.