IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الأحد في 10/07/2022 

“منطقة الشرق الأوسط مليئة بالتحديات، بينها البرنامج النووي الإيراني، والأوضاع غير المستقرة في سوريا وليبيا والعراق ولبنان”. هذا ما كتبه الرئيس الأميركي جو بايدن في صحيفة “واشنطن بوست”، مستبقا زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط الأسبوع الطالع. إذا، في المفهوم الأميركي، لبنان بلد غير مستقر، وهو توصيف صحيح لكنه ليس كاملا. والأصح أن لبنان غير مستقر وهو على مفترق طرق. سبب اللاإستقرار اللبناني: الصراعات في المنطقة، وخصوصا أحلام إيران في المنطقة، ومشاريعها الهادفة إلى الهيمنة عليها من خلال أذرع عسكرية تدين لها بالولاء المطلق. في المقابل نحن على مفترق طرق. فالوضع اللبناني معلق بانتظار انتهاء الصراع في الشرق الأوسط، والذي سينتهي بترسيم جديد للمشهد السياسي في لبنان. الإستحقاق الأول، الذي سيجسد المشهد الجديد: انتخابات رئاسة الجمهورية. من هنا فإن معظم الأفرقاء السياسيين يتحدثون عن الحكومة وتشكيلها شكلا لا أكثر ولا أقل، فيما عيونهم شاخصة إلى رئاسة الجمهورية لأنها المحك والمفصل، ولأنها ستحدد مصير لبنان في السنوات المقبلة.

عمليا، عطلة الاضحى أجلت كل الاستحقاقات الى منتصف الاسبوع الطالع. فالمساعي الحكومية تنتظر عودة نجيب ميقاتي من اجازته العائلية في المملكة المتحدة.

لكن، وفق الاجواء، فان لا شيء تغير في مواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.

فالاخير لا يريد الابقاء على وليد فياض في وزارة الطاقة، ولا حتى على ابقاء الطاقة في يد التيار الوطني الحر. في المقابل رئيس الجمهورية يرفض الطرحين، ويرى ان على ميقاتي، اذا كان يريد حقا تطبيق مبدأ المداورة، ان يطبقه على كل الوزرات لا على وزارة الطاقة فحسب. وبين الطرحين من المرجح ان يضيع الاستحقاق الحكومي، وان يرحل الى ما بعد انتخاب رئيس جديد.

في المقابل بدأت ترتسم في الافق المعالم الاساسية للمعركة الرئاسية المقبلة. فالتجاذب بدأ بين انتخاب رئيس يدين بالولاء لحزب الله وينفذ طروحاته، وبين رئيس وسطي يلعب دور الحكم، ويكون مؤتمنا على الدستور وعلى هيبة الدولة ووحدانية سلاحها وقرارها.

فأي طرح من الطرحين سيتغلب؟ العين في هذا الاطار على زيارة بايدن الى المنطقة، اذ ستحدد امورا كثيرة بينها التوازن الجديد للقوى في المنطقة. وحتى ظهور النتيجة، لبنان يغلي في تموز، لا من الحر فقط بل من حرارة النشاطات الموزعة على كل الخريطة اللبنانية، ما يؤكد مرة جديدة ان لبنان واللبنانيين أصلب من أي استحقاق وأقوى من أي تحد.