Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الإثنين في 2022/07/18

المنطقة ولبنان بين قمتين وانتظارين. قمة جدة انتهت، فيما القمة الثلاثية الروسية- التركية – الايرانية تنعقد غدا لتشكل الوجه الاخر للحراك  الدولي في المنطقة. وفي انتظار توضح المشهد الاقليمي الجديد وتبلوره، فان المسؤولين عندنا في “كوما” كاملة. هم غائبون كليا عما يحصل من تطورات في المنطقة ، وينصب كل تركيزهم على قضاياهم الصغيرة ومعاركهم العبثية المجانية، التي لا فائدة منها ولا جدوى. اليوم، انهى نجيب ميقاتي اجازته واستأنف عمله لكن .. كرئيس لحكومة تصريف الاعمال لا كرئيس حكومة مكلف. فهو ترأس في السراي اجتماعا لبحث اوضاع موظفي القطاع العام في ضوء اضرابهم المستمر. في المقابل لم يزر ميقاتي قصر بعبدا.  فالاشكال البروتوكولي  بين  عون وميقاتي مستمر حتى اشعار آخر، وهو اشكال شكلي يخفي خلافا جذريا في التوجهات الاساسية لتشكيل حكومة. فهل عرقلة تشكيل حكومة من اعلى مرجعيتين تنفيذيتين تؤدي الى فراغ  حكومي فقط ، ام الى فراغ رئاسي عبر منع انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد؟ تزامنا، كشف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية اسقطت مسيرة اجتازت الاراضي اللبنانية  نحو الاراضي الاسرائيلية، وان هذه المسيرة مرتبطة كما يبدو بحزب الله. فهل تشكل مسيرة ما بعد قمة جدة استكمالا لمسيرات ما قبل جدة؟  والى متى يستمر سكوت السلطات اللبنانية عن الرسائل المسيرة التي يخطها حزب الله بأمر عمليات ايراني؟

غياب المعالجة السياسية والامنية الجدية تقابله محاولات للتوصل الى حلول ، ولو جزئية ، للواقع الاقتصادي. لجنة المال والموازنة اقرت  مشروع قانون السرية المصرفية معدلا ليرفع لاحقا الى الهيئة العامة.  تزامنا،  البلد بين ازمتين : ازمة اضراب القطاع العام مع تأثيراته السلبية على مجمل الحياة اليومية في لبنان ، وازمة الرغيف التي تدور في حلقة مفرغة ، والسبب واضح لا لبس فيه: استمرار تهريب الطحين الى سوريا. في هذا الوقت لفت اجتماع قضائي ترأسه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا ، وتحدث فيه عن امرين : ضرورة عدم تعطيل العمل القضائي في المطلق،  وضرورة البت في جريمة تفجير مرفأ بيروت. وفي الحالين  يتحمل رئيس الجمهورية مسؤولية  . اذ هو الذي تمنع ولا يزال عن التوقيع على مرسوم التشكيلات القضائية ما شل الجسم القضائي الى حد كبير .  ثم ان حليفه الاستراتيجي حزب الله يقف حجر عثرة امام استكمال التحقيقات في جريمة تفجير المرفأ ،  فيما هو لم يفعل شيئا حيال ذلك . مرة أخرى ، الا يثبت موقف رئيس الجمهورية  ان كلام المسؤولين عندنا في واد ،  فيما افعالهم في واد آخر؟