ما فرقته السياسة لم يجمعه سوى الجيش واموس هوكستين! فللمرة الاولى منذ زمن تجتمع الدولة اللبنانية في صورة واحدة وفي موقف واحد !
الصورة في الفياضية حيث نظم احتفال لمناسبة عيد الجيش السابع والسبعين. الضرورات البروتوكولية حتمت ان يجلس رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة جنبا الى جنب، فبدت الصورة لافتة، وأوحت أن اركان الدولة موحدون من حيث الشكل على الاقل.
لكن انتقال عون وبري وميقاتي الى بعبدا للقاء اموس هوكستين اثبت أن وحدة المسؤولين، اليوم على الاقل، ليست وحدة شكلية، بل ثمة التقاء على موقف واحد من الطرح الاسرائيلي الذي شكل جوابا على الطرح اللبناني.
وفي التفاصيل ان اسرائيل سلمت بأن يكون حقل قانا كاملا للبنان، لكنها اصرت على اعتماد الخط 23 متعرجا ما يسمح لها بالحصول على اجزاء من البلوك رقم 8.
الطرح المذكور رفضه الجانب اللبناني رفضا قاطعا، فكان الحل بأن يستأنف هوكستين التفاوض مع الجانب الاسرائيلي، على ان يعود الى لبنان بعد اسابيع حاملا الجواب النهائي للدولة العبرية
اذا، رغم كل الكلام الايجابي الصادر عن هوكستين وعن المسؤولين اللبنانيين فان لا شيء ينبىء ان التوصل الى الترسيم سيكون سهلا، الا اذا حصلت ضغوطات ديبلوماسية على اسرائيل تعيدها الى جادة العقلانية والى عدم رفع السقف عاليا بحيث تستولي على اجزاء من الحقوق اللبنانية.
الصورة والموقف الموحدان للدولة لم ينعكسا بتاتا على الملف الحكومي، النائم في الادراج على ما يبدو ليس حتى اشعار آخر، بل حتى عهد آخر !
في هذا الوقت ازمة الخبز انتهت تقريبا، تحت شعار واضح : ترشيد الدعم. فقرض البنك الدولي ابقى سعر ربطة الخبز على حاله، اذ لن يتم رفعه الا بنسبة بسيطة, ما يعني ان الدعم سيبقى الى حين انتهاء مدة القرض اي بعد عشرة اشهر.
لكن انتهاء ازمة الخبز لا يعني ان لبنان تخلص من ازماته ، فهناك ازمتا الكهرباء والماء الضاغطتان وخصوصا في عز فصل الصيف . فهل قدرنا ان نتنقل من ازمة الى اخرى.. والى ما لا نهاية؟