لليوم الثالث، الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية ضد قطاع غزة، مستهدفا كوادر أساسية في حركة الجهاد الإسلامي. حتى الآن حققت إسرائيل صيدين ثمينين: تيسير الجعبري، وخالد منصور وهما قياديان في الحركة وفي جناحها العسكري سرايا القدس. في المقابل تواصل سرايا القدس، إطلاق صواريخها وقذائفها باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وقد حصل تطور نوعي اليوم تمثل في توجيه صواريخ من غزة باتجاه القدس وتل ابيب ومدن المركز، فيما اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى وعمدوا إلى ضرب المصلين.
إذا، في الظاهر الوضع في أقصى تأزمه، فهل يعني هذا أن العملية مستمرة لوقت طويل؟ المعلومات المسربة من إسرائيل تؤكد العكس. فرئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” أوصى بإنهاء العملية قبل حصول أخطاء يمكن أن تورط إسرائيل في عملية أوسع لا تريدها. والظاهر أن معظم أعضاء المجلس الوزاري الأمني المصغر يؤيدون الطرح المذكور. فهل يرضخ رئيس الوزراء الإسرائيلي “يائير لابيد” للأكثرية، أم يواصل مغامرته العسكرية، مراهنا على أنها ستعزز حظوظه بالفوز في الإنتخابات المقبلة ضد غريمه الأساسي بنيامين نتنياهو؟ الجواب سيتبلور نهائيا في الساعات القليلة المقبلة. علما ان الاحتمالات حتى الان متساوية. وما يعقد الامور، ان المعركة، ورغم انها تجري على ارض فلسطينية، لكنها في العمق اسرائيلية- ايرانية. فالحركة قريبة من ايران وتنسق معها الى اقصى الحدود. واستهداف غزة بدأ فيما كان قائد الجهاد الاسلامي يزور ايران. فهل تريد اسرائيل من اعتدائها على غزة ان تطلق رصاصة الرحمة على محادثات فيينا، التي قيل انها تتقدم وانها قد تؤدي الى اتفاق؟ وطالما ان المعركة اسرائيلية- ايرانية، فان لبنان لن يبقى بمنأى عن تفاعلاتها واثارها المدمرة، اذا استمرت. والدليل على ذلك التصريحات الايرانية الاخيرة الصادرة عن قائدين في الحرس الثوري الايراني، وفيها تهديدات لاسرائيل بالصواريخ التي يملكها حزب الله. فهل يتغلب صوت العقل والمنطق في اللحظة الاخيرة، ام ان طبول الحرب ستدق في ارجاء المنطقة؟ الوضع خطر، والايام المقبلة حاسمة، فلننتظر.