سجال السراي – ميرنا الشالوحي يؤكد مبدئيا ونظريا ألا حكومة في المدى المنظور على الاقل. اذ اي حكومة يمكن ان تشكل في ظل حرب كلامية شعواء بين فريق رئيس الجمهورية من جهة وفريق رئيس الحكومة المكلف من جهة ثانية ؟ لكن الباطن غير الظاهر.
وكل ما يحصل في العلن وعبر وسائل الاعلام لا ينبىء بحقيقة ما يدور في الخفاء وفي الغرف المغلقة.
ففي المعلومات ان البحث في الحكومة قطع شوطا لا بأس به، بحيث ان رئيس الحكومة المكلف وافق على امرين :الابقاء على وليد فياض في وزارة الطاقة وهو ما تكرس في التشكيلة الحكومية التي قدمها الى رئيس الجمهورية الاسبوع الفائت.
كذلك وافق ميقاتي، وهذا هو الاهم، على توسيع الحكومة بحيث تضم ثلاثين وزيرا بدلا من اربعة وعشرين. وقد تردد ان اللواء عباس ابراهيم من الاسماء المطروحة، على ان يشغل في حال توزيره منصب وزير دولة لشوؤن الامن القومي.
لكن المشكلة لا تزال تكمن في امرين. فجبران باسيل يصر على ان تكون وزارة الداخلية من حصته، كما يريد ان يكون للتيار الوطني الحر ولتكتل لبنان القوي الثلث المعطل .
والامران لا يزال ميقاتي يرفضهما حتى الان متسلحا بتأييد الرئيس نبيه بري. لكن من يضمن ان يبقى ميقاتي على رفضه، خصوصا انه يقدم التنازل تلو التنازل في عملية تشكيل الحكومة؟
على صعيد الترسيم، المراوحة سيد الموقف. الجميع في انتظار عودة آموس هوكستين ليبنى على الشيء مقتضاه. علما ان الاجواء تميل الى التفاؤل الحذر في امكان انجاز الترسيم في وقت قريب.
والبيان الصادر قبل قليل عن المكتب الاعلامي لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب يوحي ان احتمالات النجاح والفشل متساوية. فهل يعني هذا ان الترسيم سيحصل لكن بعد الانتخابات الاسرائيلية؟ اقتصاديا، التخبط مستمر في موضوع الدولار الجمركي.
فبعدما اكتشفت السلطات المعنية عدم جواز رفع الدولار الجمركي الى 20 الف ليرة، ضاع القرار. الحكومة ترمي المسؤولية على مجلس النواب، فيما المجلس يتنصل من المسؤولية ويرميها على الحكومة.
فاي انقاذ اقتصادي يمكن ان يتحقق في ظل سلطيتن تنفيذية وتشريعية تتهربان من مسؤولياتهما، وتقدمان الشعبوية على القرارات الموجعة التي ينبغي اتخاذها لانقاذ ما تبقى؟ في ظل هذه الاجواء عملية انتشال ضحايا قارب الموت في طرابلس كادت تبدأ اليوم، لكن الرياح جرت بعكس ما تشتهي الناقلة البحرية التابعة للجيش اللبناني والغواصة الهندية، فتأجل اطلاق العملية الى يوم آخر.
فأي يأس يا ترى يدفع بالناس الى ركوب البحر وتحدي الامواج في قوارب لا تتمتع بادنى شروط الامان، فيما الناقلة المجهزة عجزت اليوم عن تحدي الرياح؟ الا يعني هذا ان الهرب من جرائم المنظومة سهل حتى الموت في عيون الهاربين؟