IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الثلاثاء في 23/08/2022

23 آب 1982- 23 آب 2022. أربعون عاما تماما إنقضت على انتخاب الشيخ بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية. يومها اعتقد اللبنانيون أن آلامهم لا بد أن تنتهي، وأن زمن قيامتهم لا بد أن يبدأ

. لكن المؤامرة كانت أكبر. إغتيل الرئيس القوي الحقيقي قبل أن يصل إلى قصر بعبدا، واغتيل معه الحلم بلبنان القوي. ومنذ ذاك التاريخ واللبنانيون يتنقلون من خيبة إلى أخرى، ولبنان يتدحرج من انهيار إلى آخر. والمهزلة لا تتوقف. وآخر فصولها يتجلى في حكومة لا تتألف، لأن المسؤولين عن تأليفها منشغلون بحصصهم فيها، ويتناسون أن البلد على شفير الإنهيار، وأن لا شيء سيبقى ليخضعوه لمحاصصاتهم.

صحيح أن رئيس الحكومة، كما تذكر المعلومات، سيزور بعبدا غدا. لكن كل المعلومات تؤكد من جهة ثانية أن الزيارة ستكون شكلية لا أكثر ولا أقل. فالهوة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تتسع يوما بعد يوم، لأن مطالب جبران باسيل تتكفل بجعل كل إمكانية اتفاق صعبة حتى لا نقول مستحيلة. فهل قدر لبنان واللبنانيين أن يعيشوا تحت رحمة المطالب الباسيلية التعجيزية عند كل استحقاق سياسي ودستوري ؟

ماليا، التخبط سيد الموقف. فمشروع الدولار الجمركي سقط موقتا على الاقل. اذ ثبت بعد كثير من الاخذ والرد انه يحتاج الى قانون من مجلس النواب، ولا شيء يدل على ان البرلمان في وارد اقرار قانون بهذا الشأن .

والسبب ان البرلمان غير مقتنع بما تفعله الحكومة ماليا، ويرى ان خطواتها عشوائية ، لا تستند الى خطة اقتصادية شاملة. بل ان الخطة غير موجودة اصلا، وكل ما يحصل هو سن قوانيين صورية لارضاء ال imfكما قال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان.

قضائيا، اعتكاف القضاة مستمر، لحين تحقيق مطالب القضاة وتنفيذها. فاي دولة يمكن ان تستمر بلا قضاء وبلا عدالة ؟ تزامنا، سقطت اليوم صوامع الجزء الشمالي من مرفأ بيروت وانهارت انهيارا تماما .فهل سيكون مصير الصوامع الجنوبية مماثلا، في ظل اهمال الجهات المعنية الحرائق، وذلك بغية ازالة آخر ما يذكر بجريمة العصر؟

مرة أخرى كم نفتقد الى رئيس قوي حقا، كم نفتقد الى بشير الجميل آخر. فهل يتحول الحلم حقيقة هذه المرة؟