اليوم السابع إستراح السياسيون ، وتوقفت حرب البيانات والبيانات المضادة الصادرة عن المقار الرسمية ، كما توقفت الإجتماعات والمواقف المبدئية الصادرة عن الصروح الدينية. لكن توقف الكلام يوم الأحد، لا يعني أن الأسبوع الطالع سيكون هادئا. فموجة الحر التي تضرب لبنان وتمتد إلى نهاية الأسبوع المقبل، سيكون لها انعاكسها على الواقع السياسي حكوميا ورئاسيا. فبعد بيان المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى حاز رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي دعما علنيا واضحا من مرجعيته الدينية، إذ ثبت أنها تقف إلى جانبه في معركته مع العهد ومع التيار الوطني الحر. في المقابل فإن الرئيس عون يبدو مجردا من أي دعم لمواقفه باستثناء الموقف الملتبس لحزب الله مما يجري. والمشكلة العونية ستتظهر أكثر في الأسبوع المقبل، إذ ينتظر ان يتبلور حراك سني لعقد مؤتمر عام في دار الإفتاء يضع النقاط على الحروف ، في ما يتعلق باتفاق الطائف، وبالإستحقاين الداهمين : رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. وفي حال نجاح الإجتماع المذكور فإنه يعني أمرا واحدا، وهو أن الطائفة السنية ستعود لاعبا رئيسيا في الإستحقاقين المقبلين، خصوصا في استحقاق الرئاسة الاولى، ما يجعل من شبه المستحيلات، وصول رئيس للجمهورية وفق شروط محور الممانعة، المتمثل في البرلمان بالثنائي الشيعي وبالتيارالوطني الحر.
وفيما السياسة تغرق البلد بالمشاكل، فان العجز الرسمي يغرق البلد بجبال النفايات، ان في العاصمة بيروت او في المتن وكسروان ومناطق اخرى كثيرة. انه عجز يؤكد مرة جديدة ان المنظومة الحاكمة والمتحكمة فاشلة في كل شيء، فمن لا يستطيع ادارة ملف النفايات كما يجب، هل يمكنه ادارة بلد وحكم وطن؟ في الاثناء الوفاة المأسوية للفنان جورج الراسي ومساعدته لا تزال تثير المزيد من ردات الفعل الشعبية، خصوصا ان الراسي ذهب ضحية اهمال الدولة واجهزتها من خلال عدم وجود انارة على الطرقات، كما ذهب ضحية جهل المسؤولين عن الطرقات عندنا بادنى الاصول المتعلقة بالسلامة العامة. انه قدر اسود يلاحق اللبنانيين في كل الامور نتيجة وجود منظومة لا تحاسب ولا تحاسب ولا تسائل ولا تساءل.
اقليميا، حراك ظاهر على خلفية محادثات فيينا. واللافت قول رئيس الوزراء الاسرائلي يائير لابيد ان دولة اسرائيل تخوض منذ اكثر من عام كفاحا ديبلوماسيا متعدد الابعاد بغية منع اعادة التوقيع على الاتفاق النووي في ايران. وهو قول يترافق مع حركة اسرائيلية ظاهرة في اتجاه واشنطن. اذ قبل ان يغادر رئيس هيئة الامن القومي الاسرائيلي واشنطن، وصل اليها وزير الدفاع الاسرائيلي. فهل تنجح اسرائيل في سعيها لتفخيخ الاتفاق الاميركي- الايراني؟ ام ان الاتفاق حاصل حتما رغم بعض التأخير؟ الواضح ان الامور لم تتبلور نهائيا بعد، خصوصا ان المسؤولين الامنيين والعسكريين الاسرائيليين الذين يزورون واشنطن، يشددون على امكان اللجوء الى الخيار العسكري لالزام طهران بالاتفاق وعدم حيازة السلاح النووي. فلمن تكون الكلمة الفصل في الاقليم : لصوت الديبلوماسية ام لصوت المدافع؟