على عكس المناسبات السياسية او التاريخية التي تبدأ كبيرة وتصغر بتضاؤل الاهتمام بها بمرور الزمن، فإن المصالحة بين رئيسي القوات والمردة بدأت كبيرة وستظل تكبر وتتوسع لما لها من دلالات ورمزيات تبدأ بالوئام بين اهل الطائفة الواحدة والمذهب الواحد والمنطقة الواحدة لتنتقل ككرة الثلج مشكلة امثولة في التسامح يحتاجها التنوع اللبناني كما يحتاجها الحق المقدس بالاختلاف الراقي من دون الانزلاق الى الخصام. ولان فوائد المصالحة عميقة وليست شمالية مسيحية مردية قواتية، سارع الرؤساء عون وبري والحريري ورؤساء الاحزاب المعنية بلبنان سيدا وقادة الرأي الاحرار الى تهنئة المتصالحين. هذه الاجواء لا تجد لها صدى في الواقع السياسي المأزوم الذي يفتلعه حزب الله حارما البلاد فرصة تأليف الحكومة.
مما تقدم لم يعد جائزا التعميم وتجهيل المسؤول المعطل، فحزب الله الذي يصر على وضع يده في معجن السنة يستعمل نواب “التشاري” في مناورة اقليمية الهدف يتسحدم فيها رصاصا خلبيا على الرئيس المكلف، فيما يستهدف بالرصاص الحي العهد وسيده، علما بأن الرئيس عون يحمي خاصرة الحزب ويقف متراسا بينه وبين العقوبات معرضا نفسه والبلاد لاشد المخاطر وسط انسداد الافق.
يسعى الوزير باسيل وحيدا الى تدوير الزوايا في حركة مكوكية لا تهدأ فقلبه على العهد وهو قلب العهد وخوفه على العلاقة مع الحزب ومنه في آن وهو التقى اليوم النائب عدنان طرابلسي عضو اللقاء السني التشاوري كما التقى الوزير الصفدي مقاربا معه عقدة التمثيل الارثوذكسي وقبل ان ينتقل منذ قليل الى بكركي.
اقليميا النيابة العامة السعودية طلبت الاعدام للمتورطين في قتل الخاشقي وتقول خدروه وقتلوه والبحث مستمر عن جثته ولا شبهة على ولي العهد الامير محمد بن سلمان.