رسائل سياسية بالجملة أطلقها د. سمير جعجع في يوم شهداء المقاومة اللبنانية. لكن الرسالتين الأبرز كانتا للرئيس ميشال عون وفريقه السياسي ولحزب الله. فرئيس حزب القوات اللبنانية إنطلق من أهمية اللحظة التاريخية المفصلية التي يعيشها لبنان ليشن اقسى هجوم على عون وليعيد تقويم التجربة السياسية العونية، منذ اثنين وثلاثين عاما إلى اليوم. وإذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري هاجم في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدرالعهد من دون أن يسميه كما انتقد أداء التيار الوطني الحر، فإن جعجع سمى عون بالاسم وهاجم الأمور بأسمائها، معتبرا أن الحالة العونية مسؤولة عن خرابين: خراب المسيحيين في أواخر الثمانينات من القرن الفائت، وخراب اللبنانيين جميعا في الوقت الحاضر. كما انتقد جعجع نظرية الرئيس القوي معتبرا عون أضعف رئيس في تاريخ لبنان. الرسالة الثانية التي وجهها جعجع هي تجاه حزب الله، إذ حمله مسؤولية حماية الفساد على أنواعه وبناء جدران فاصلة مع الخارج، ودويلة على حساب الدولة. وبعد الرسالتين الهجوميتين ضد حزب الله من جهة وعون والتيار من جهة ثانية إنطلق جعجع ليرسم خريطة طريق المرحلة السياسية المقبلة بعنوانها الكبير: الإنتخابات الرئاسية.
في الانتخابات الرئاسية عنوانان كبيران . فجعجع حدد مواصفات الرئيس المقبل، ، التي تلتقي في بعض منها مع مواصفات النواب التغييرين لناحية محاربة الفساد، لكنه اضاف اليها انه لا يريد رئيسا وسطيا بين مشروع الخراب والدمار من جهة، وبين مشروع الانقاذ المطلوب من جهة ثانية، ما يعني ان جعجع يفهم الوسطية غير ما يفهمها النواب التغييريون، اذ هو يريد رئيس مواجهة. في العنوان الثاني ميز جعجع بين نوعين من النواب: النواب الذين يلتزمون خط الممانعة، والنواب الذين هم خارج الخط المذكور. وهو طالب النواب خارج خط الممانعة بالاتحاد لانتخاب رئيس انقاذي للجمهورية. لكن، هل يسير جميع نواب المعارضة بما يريده جعجع ؟ في هذا المجال لوحظ ان النواب التغييريين الذين يدعوهم جعجع الى الالتقاء مع نواب المعارضة حول رئيس جديد لم يحضروا مهرجان معراب، كما ان الحزب التقدمي الاشتراكي لم يتمثل في اللقاء. كل هذا يعني ان اتحاد جبهة المعارضة ليس مهمة سهلة . فهل تكون قوى المعارضة على قدر المسؤولية فتتحد لتحقيق الانقاذ، ام ان مشروع الانقاذ سيسقط لان نواب المعارضة لن يتفقوا؟