ماتت الملكة عاش الملك. الملكة اليزابيت الثانية غادرت العالم في عمر ال 96 وتركت بريطانيا التي حكمتها حوالى سبعين عاما ، كانت مليئة بالانتصارات حينا ، وبالخيبات احيانا أخرى.
ولأن التاريخ لا يتوقف عند شخص واحد مهما كان دوره وتأثيره، فان الملك الجديد تشارلز الثالث سيخاطب شعبه بعد ربع ساعة من الان، الى ان يعلنه مجلس الخلافة غدا السبت ملكا بصورة رسمية من شرفة قصر سانت جيمس.
اذا، الامور تبدو واضحة في عاصمة الضباب، فيما محادثات آموس هوكستين في لبنان تبدو مغلفة بالضباب والالتباسات الكثيرة.
هوكستين اعرب خلال زيارته عن احرازه تقدما جديا، مجددا تفاؤله بقرب الوصول الى اتفاق. لكن الاكيد ان زيارة اليوم لن تكون الاخيرة، وان طبخة الترسيم لا تزال بحاجة الى بعض الوقت والى مزيد من المفاوضات لتصل الى خواتيمها، وهو ما عبر عنه بوضوح الرئيس نبيه بري, حين شدد على ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية.
ولأن الترسيم فرض نفسه في المقرات الرسمية فان الملف الحكومي غاب اليوم عن السمع، كذلك الملف الرئاسي. والجمود السياسي، حكوميا ورئاسيا، سيستمر مبدئيا الى ما بعد عطلة نهاية الاسبوع.
فمعظم الاطراف السياسية اعلنت مواقفها من الاستحقاقين، والاولوية في الاسبوع الطالع ستكون لشؤون الموازنة ، التي ستبحث في جلسة عامة تمتد لثلاثة ايام. توازيا، انتقد الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك قرار مجلس الامن باعطاء القوات الدولية في الجنوب حرية الحركة، معتبرا الامر مؤامرة على لبنان وسيادته، وتطورا خطيرا يحول القوات الدولية الى قوات احتلال.
فهل اصبح يزبك من دون ان ندري وكيلا ايضا عن وزارة الخارجية اللبنانية وعن الحكومة اللبنانية مجتمعة؟ وهل هو من يقرر السياسة الخارجية للبنان؟ والاهم : هل نحن نعيش في الجمهورية اللبنانية ام اننا اصبحنا مجرد جمهورية ملحقة بالجمهورية الاسلامية في ايران؟