IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 18/9/2022

وفي اليوم السابع سكت السياسيون فاستراحَ لبنان . السكوتُ السياسي لا يعني بتاتا ان السياسيين باتوا يهوون الصمت ، او انهم صاروا يؤمنون بمقولة : اذا كان الكلامُ من فضة فالسكوتُ من ذهب . لكن المشكلة ان الوضعَ معقدٌ وملتبِس ، لدرجة انهم لا يدرون ماذا يقولون . فأزمةُ المصارف مثلا غير مسبوقة في التاريخ اللبناني، ولا شيء يوحي انها ستحل في القريب العاجل. ذاك ان استهدافَ ستة مصارف في يوم واحد لا يمكن ان يكون بريئا ، او غير مخطط ومعد له بمعنى من المعاني . حتى ان بعض المحللين يذهبون الى التأكيد ان سلسلةَ الاعتداءات على المصارف يوم الجمعة الفائت وراءها جهات خارجية حركتَ الوضعَ في الداخل بشكل مدوزن ومدروس . بالتالي فان اعادةَ فتح المصارف يوم الخميس المقبل يبقى امرا محفوفا بالخطر ، اذا لم يعالج الامرُ ليس على المستوى الامني فحسب ، بل على المستوى الاقتصادي- المالي وعلى المستوى السياسي . لكن هل حكومة تصريف الاعمال قادرة على مثل هذه المعالجة ؟ فرئيسُ الحكومة سيمضي اكثر من نصف الاسبوع الطالع خارج السراي ولبنان . ثم ان الحكومةَ ككل اثبتت فشلهَا وقلة خبرة معظم وزرائها ، كما اثبتت عجزَها عندما كانت حكومةٌ مكتملة الصلاحية ، فكيف اليوم بعدما باتت مجرد حكومة لتصريف الاعمال؟

وما يقال عن ازمة المصارف يقال مثله واكثر عن مسألتي الحكومة والترسيم . ففي المبدأ وساطة حزب الله نجحت في تليين موقفي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، فعادا والتقيا حول نقطة وسط، وتخلى كل واحد منهما عن مطالبه التعجيزية. لكن من يضمن انه بعد عودة نجيب ميقاتي من زيارته الى لندن ونيويورك سيبقى الامر على حاله؟ فلبنان هو بلد التغيرات والتبدلات بامتياز، وكل يوم فيه يحمل مفاجأة جديدة . كما ان مواقف الاطراف السياسية تتبدل مع تبدل الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية. والامر مماثل بالنسبة الى الترسيم، حيث كل يوم خبر جديد ومعطى مغاير، وحيث التسويف والمماطلة هما سيدا الموقف. فايلول على وشك ان ينتهي، والامور لا تزال في دائرة الغموض غير الخلاق حتى الان. وقد ردت اسرائيل على تهديدات حسن نصر الله بالامس، اذ اورد موقع ” والا” الاسرائيلي ان تل ابيب وجهت بالفعل رسائل تأهب عملياتي واستعداد لاي سيناريو بعد كلام نصر الله عن استهداف منصة كاريش. فهل يحصل السيناريو الاسوأ على الحدود، ام ان كل الكلام الاعلامي تهويل بتهويل، باعتبار ان من يريد الحرب لا يهول بل يفاجىء الاخر بضربته؟ كلها اسئلة غامضة ، محيرة ، عن ملفات دقيقة وساخنة. فهل يحمل الاسبوع الطالع اجوبة عن بعضها على الاقل؟