المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، ودعت ملكتها التاريخية من الصباح وحتى غياب الشمس. انه يوم ملكي طويل ، يليق بملكة كرست ايامها كلها لبريطانيا، التاريخ والحاضر والمستقبل. الملكة اليزابيت الثانية التي اعطت بريطانيا الكثير من وهجها في السنوات السبعين الفائتة، ابت حتى في موتها الا ان تعكس عظمة بريطانيا وتاريخها. فيوم الجنازة اعاد الى الاذهان عراقة مملكة.
مراسم التكريم والطقوس، التنظيم الدقيق ، الحضور السياسي العالمي غير المسبوق، والالتفاف الشعبي حول نعش الملكة في الشوارع وعلى الطرقات، كلها امور جعلت المشهد اشبه بفيلم سينمائي متقن يروي بالصورة والصوت، وبالورود والدموع، مجد مملكة وعظمة امة.
وما حصل اليوم في بريطانيا اثبت ان الشعوب ليست ناكرة للجميل كما يحب البعض ان يعتقد. لكن الشعوب تحب القادة الصادقين والمسؤولين الحقيقيين، لا القادة الكذبة والمسؤولين غير المسؤولين، الذين يدعون الشفافية والوطنية، فيما هم في الحقيقة من رموز الفساد والكذب والخنوع والاستسلام
محليا ، انتظار ثقيل لعودة رئيس الحكومة المكلف من زيارته الى بريطانيا ونيويورك.
فالحكومة المعلق تشكيلها منذ اشهر ، ستبقى معلقة بانتظار محادثات يعتزم نجيب ميقاتي اجراءها بعد عودته مع رئيس الجمهورية. حتى الان كل الاجواء ايجابية ، وتؤكد ان ضغوط حزب الله نجحت في خرق الجدار السميك القائم بين ميشال عون ونجيب ميقاتي. في الاثناء ، الاوضاع الاقتصادية والمالية في مهب الريح . فالمصارف مقفلة الى الخميس والمحروقات ارتفعت اسعارها من جديد ، فيما الدولار تجاوز ال 39 الف ليرة . ولتكتمل الصورة غير الزاهية ورد خبر ملتبس من ايران .
فالهبة، التي قيل وتردد ان ايران ستقدمها الى لبنان لدعم وضعه على صعيد الطاقة والكهرباء ، تبين انها ليست هبة ، وفق ما اكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية . الا يعني هذا ان الدعم الايراني للبنان مجرد وهم ومادة للاستهلاك الاعلامي ، وان النظام الايراني القائم لا يتقن سوى هبات الاسلحة والمسيرات؟