Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“mtv” المسائية ليوم الجمعة في 23/09/2022

كأن قدر اللبنانيين ان يهربوا من موتهم اليومي البطيء الى الموت السريع. فمآسي قوارب الموت تتكرر في ظل غياب شبه تام للمسؤولين، الا عن عبارات الأسف والشجب والاستنكار! فهل نحن امام دولة وحكومة، ام امام جمعية لدفن الموتى؟ المأساة ضربت هذه المرة قاربا كان يحمل مئة وخمسة وخمسين شخصا، تأكد حتى الان وفاة سبعة وثمانين منهم، ونجاة عشرين، فيما مصير الباقين لا يزال مجهولا. نحن اذا أمام كارثة انسانية جديدة – قديمة تطرح اكثر من سؤال.

فزورق الموت الذي يحمل لبنانيين وسوريين وفلسطينيين انطلق من المنية ، وهو زورق خشبي صغير جدا وصل الى لبنان قبل شهرين كما قال وزير الاشغال علي حمية، وقد دفع كل شخص صعد على متنه بين خمسة وسبعة الاف دولار اميركي. فكيف لكل هذه الامور ان تحصل من دون ان ترصد وتقمع؟ وهل نحن امام مهربين فقط، أم امام شبكة موت متداخلة هدفها تدفيع لبنانيين وغير لبنانيين ثمن موتهم بحجة انقاذهم؟

سياسيا، الانظار تتجه نحو نيويورك حيث يواصل رئيس الحكومة المكلف زيارته. واذا كان البيان الاميركي – الفرنسي – السعودي المشترك قد شدد على ضرروة تشكيل حكومة جديدة وعلى اهمية انتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الدستورية، وعلى ضرورة تطبيق الاصلاحات التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي، فان الشق الاول من البيان سيبدأ تطبيقه سريعا.

اذ تجمع كل المعلومات على التأكيد ان الحكومة الجديدة ستبصر النور مبدئيا الاسبوع المقبل، بعد ان توضع عملية تأليفها على نار حامية بدءا من الثلثاء المقبل، اي بعد الانتهاء من اقرار الموازنة يوم الاثنين.

هذا الامر اكده ميقاتي في حديث خاص لل “ام تي في”. فهل يعني انجاز الشق الاول ان الشقين الباقيين يمكن ان ينفذا ايضا؟ الاجابة النهائية لن تتضح قبل عودة الرئيس ميقاتي من نيويورك، اذ ستتبلور حينها الصورة المتكاملة للمرحلة. علما ان الوضع الصعب يداهم الجميع، فالبلد شبه مشلول، والمؤسسات تنهار، والمصارف مقفلة، والوضع الاقتصادي يضيق الخناق اكثر فاكثر على جميع اللبنانيين. فهل يتحقق ايضا الشق الثاني من البيان المشترك، ويتم انتخاب رئيس انقاذي قبل فوات الاوان؟