Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 18/11/2018

حتى لو فتحت المجارير وعادت المياه الآسنة الى مجاريها في جوف العاصمة من دون ان تراها عيون البشر، فإن كارثة يوم الجمعة الأسود يجب ان تظل تحت الضوء، الى ان تخرج العدالة القتلة من أوكارهم ومجاريرهم ومواقعهم الى السجون، فالمسألة ليست صعبة بل يلزمها قرار، فهم معروفو العناوين والاختصاصات من العضو البلدي والمهندس والضابط ومالك المحطة التلفزيونية وصولا الى أعلى المراتب في الدوائر والوزارات التي تتكون منها الشبكة السرطانية العاشورية الخياطية التي تفتك بالبيروتيين وتكسب الملايين من بيع صحتهم وإفقارهم وتشويه عاصمتهم، ان الصمت عن هؤلاء المجرمين صار جريمة موصوفة والثورة صارت واجبة ولنضعها تحت عنوان الانتصار لصحة أولادنا، واذا كانت مقولة ان الثورات في العالم الثالث تأتي من فوق لا تصح في لبنان، فإن الثوة هذه المرة جاءت من تحت، من العالم السفلي، من مجارير بيروت التي تقيأت أفعال بعض الكافرين المنتفعين وثارت فلنستغلها.

نعم فلنستغلها، فمجارير الليطاني التي تحيي مجارير بيروت والاختناق الوشيك لمكبات النفايات في العاصمة والمناطق وزحمة السير القاتلة ومعضلة الكهرباء كلها مشاكل يجب مواجهتها سريعا قبل انفجارها، فحلولها موجودة وأذاها عابر للطوائف، فهل يأتي الاصلاح من بوابتي البيئة والانماء اذا تعذر من بوابة السياسة؟

في الإشكال الحكومي التعطيل متواصل وحركة الوزير باسيل تراوح مكانها، اذ لم يتمكن من كسر حلقة المواقف المعروفة للافرقاء المعنيين بتوزير سنة الثامن من آذار، لكنه لم يستسلم ومساعيه متواصلة لايجاد مخرج ما أو فذلكة خلاقة تخرج الازمة من عنق الزجاجة. والمعلومات تفيد بأن باسيل قد يلتقي نواب “التشاوري” السني الاثنين، كل هذا يجري عشية الاستقلال الذي صار مكتوبا ان يتم الاحتفال به بدولة منتقصة التمثيل في مواقعها المؤسساتية الاولى.