البلد يتجه شيئا فشيئا نحو الانسداد السياسي رئاسيا وحكوميا. جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس تحولت جلسات صورية حتى لا نقول فولكلورية. احزاب المنظومة تواصل التعطيل المقصود والمتعمد بالاوراق البيض والانسحاب من الجلسات، فيما نواب التغيير والاعتدال يواصلون عملية الهروب الى الامام عبر وضع عبارات رمزية في صندوقة الاقتراع لا تعني شيئا على الصعيد الديمقراطي- الانتخابي.
قوى المعارضة وحدها تحاول احداث خرق حقيقي. آخر التحركات تمثل في الزيارة التي قام بها النائب ملحم رياشي موفدا من الدكتور سمير جعجع الى كليمنصو، حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونوابا من الحزب.
ووفق المعلومات فان اللقاء تركز على ضرورة تدعيم وضع النائب ميشال معوض كمرشح لرئاسة الجمهورية، وذلك عبر اجتذاب اكبر عدد ممكن من الاصوات النيابية المتأرجحة وتأمين تصويتها له. فهل في امكان معوض ومن يدعمه ان يحققوا خرقا نوعيا الاثنين، ام ان الامور ستبقى تراوح مكانها في انتظار بدء مرحلة الشغور؟
حكوميا، الامور ليست افضل حالا. وكل المعلومات تتقاطع عند التأكيد ان لا حكومة قريبا، وان الامور لا تزال في دائرة التعقيد القصوى. اوساط مقربة من رئيس الحكومة المكلف تعتبر ان باسيل لا يريد حكومة، وانه كلما اقترب الحل يبتكر رئيس التيار الوطني ألحر عقدا جديدة .
وفي تقدير الاوساط نفسها ان باسيل لن يرضى بتشكيل حكومة لا يسيطر عليها وعلى قرارها . في المقابل تلوح اوساط التيار بالتصعيد في حال لم يعمد ميقاتي الى تشكيل حكومة. ومن مظاهر التصعيد المحتملة توقف وزراء التيار الوطني الحر ووزراء العهد عن تصريف الاعمال وعن حضور الاجتماعات الوزارية ما يشكل وسيلة ضغط على ميقاتي.
وفي حال لم تفلح الضغوط في تليين موقف ميقاتي، فان البلد ذاهب الى فوضى دستورية لا يدري احد كيف تنتهي، وفق ما تؤكد اوساط التيار. فهل يتبع باسيل وميقاتي سياسة حافة الهاوية قبل خروج عون من بعبدا، ام ان اداءهما سيوصل البلد كله الى الهاوية؟