عناوين تتزاحم على اولوية الاهتمام في لبنان: الشغور الرئاسي، الوضع الاقتصادي، والواقع الامني. في العنوان الاول المشهد بعد عشرة ايام على خلو سدة الرئاسة الاولى يختصر بالاتي :
المعارضة بمعظم مكوناتها تريد ميشال معوض رئيسا. الثنائي الشيعي وحلفاؤه اختاروا سليمان فرنجية.
وفيما لا تكتم حركة امل خيارها، فان حزب الله يوحي اكثر مما يعلن، حتى لا يثير غضب حليفه التيار الوطني الحر.
في المقابل جبران باسيل لا يريد ان يفقد الامل، وهو على ما يبدو اختار طريق الخارج، بعدما اكتشف صعوبة ان يصل الى الرئاسة من خلال اللعبة الداخلية المحض. فوضعه اللبناني زاخر بالخصومات والعداوات التي جمعها من كل الجهات خلال السنوات الست المنصرمة. لذلك هو في قطر اليوم، مع امل لديه بأن تفتح الدوحة امامه الطرق المقطوعة مع الرياض وواشنطن ودول أخرى كثيرة. فهل ينجح جبران باسيل في اسابيع قليلة ان يعيد بناء ما خربه في سنوات طويلة؟.
وسط الانسداد الرئاسي برز اليوم موقف لافت للامين العام لحزب الله حسن نصر الله. نصر الله قال انه يريد رئيسا يطمئن المقاومة وشجاعا لا يخاف ولا يتنازل ولا يباع ولا يشرى،
كما وأعلن في خطابه انه يثق بالجيش وبقيادته التي ترفض اي مواجهة مع حزب الله.
فلو ربطنا بين الموقفين، الا يمكن اعتبار ما قاله نصر الله بمثابة رسالة واضحة تجاه قائد الجيش جوزف عون؟
على الصعيد الاقتصادي الوضع لا يبشر بالخير. فالدولار يعاود ارتفاعه، ما يجعل الاوضاع المعيشية تزداد تراجعا، ولا سيما مع الارتفاع شبه اليومي في اسعار المحروقات. امنيا، لقاء في وزارة الداخلية بين الوزير بسام مولوي وقائد الجيش تم فيه التشديد على اهمية التعاون و مواصلة التنسيق بين الاجهزة الامنية والعسكرية لضبط الوضع الامني. وهو امر يطمئن اللبنانيين القلقين والموزعين بين الفشل السياسي و التدهور الاقتصادي…