كما كان متوقعا، الجلسة السادسة لانتخاب رئيس للجمهورية لم تكن مختلفة عن سابقاتها. الورقة البيضاء حضرت وتقدمت على المرشح ميشال معوض، اذ بلغ عدد المصوتين بها ستة واربعين نائبا، مقابل ثلاثة واربعين نائبا صوتوا لمعوض. وهذا يعني ان معوض الذي نال تسعة واربعين صوتا في الجلسة الخامسة مع الغياب، تراجعت اصواته اربعة، بعدما كان يعول على الوصول الى الرقم خمسين. فما سبب التراجع؟
الواضح ان طرفا ما تدخل لتعديل النتيجة سلبيا. ووفق المعلومات فان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مارس ضغوطا على بعض القوى التي يمون عليها، وخصوصا على اعضاء تكتل الاعتدال الوطني لعدم انتخاب معوض.
ومع ان مصادر الرئيس ميقاتي نفت الامر من اساسه، لكن النفي لا يلغي حقيقة ما حصل. فما السبب الذي يدفع ميقاتي الى التحرك ضد معوض؟
وهل يعتبر ميقاتي ان ضرب ترشيح معوض هو لمصلحة سليمان فرنجية، وبالتالي فهو يراهن على البقاء في رئاسة الحكومة في حال وصول فرنجية الى بعبدا؟
وفيما النواب منشغلون بجلسة انتهت كالعادة بتطيير النصاب، إنشغل الوسطان السياسي والشعبي بمقطع صوتي مسرب، قصدا ربما، لجبران باسيل ينتقد فيه سليمان فرنجية بقسوة، ويؤكد أنه لا يمكن للتيار الوطني الحر أن ينتخبه رئيسا.
المقطع الصوتي أشعل سجالا حادا واستتبع ردودا قاسية من الرئيس نبيه بري ومن النائب طوني فرنجية. لكن الأهم في ما قاله باسيل أنه حذر من ترويكا تضم ميقاتي – بري – فرنجيه تستعيد ترويكا مطلع التسعينات بين الرؤساء الياس الهراوي ورفيق الحريري وبري. ألا يفسر ما قاله باسيل سبب الحراك الخفي الذي يقوم به ميقاتي لمصلحة فرنجية؟
توازيا، لفت في جلسة الإنتخاب نيل النائب ميشال ضاهر صوتا، وهو كما نعلم من الطائفة الكاثوليكية. كما لفت أكثر أن مكتب المجلس لم يعتبر الورقة ملغاة. وهو موقف ثمنه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، معتبرا أنه يثبت صحة ما طرحه في جلسة سابقة، عندما تسءل ما اذا كان ضروريا أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المارونية. فهل ثمة من يريد استغلال فترة الشغور الرئاسي لمحاولة ضرب الاعراف المرتبطة بالميثاق الوطني وباتفاق الطائف؟.