للمرة الثالثة كسروان تغرق! وللمرة الثالثة المسؤولون الوزاريون والاداريون والبلديون يتقاذفون المسؤوليات! كل طرف يرمي التهمة على الاخر، فيما سيارات الناس تغرق في بحيرات كبيرة، وفيما المياه تسللت الى المحال التجارية والبيوت والمؤسسات . ترى لو صمت المسؤولون قليلا وانصرفوا الى معالجة المشكلة ، بل الكارثة، اما كانت النتيجة افضل لنا ولهم؟ لكن، كيف لمسؤولين فاشلين ان يعالجوا مشكلة؟ ولنتذكر اولا واخيرا انهم مسؤولون بالصدفة، وانهم مسؤولون يغرقون في شبر ماء! بالتوازي، برز في ساحة النجمة ملفان: الكابيتال كونترول، والقرارات الصادرة عن وزارة المال والمتعلقة بالضرائب.
الملفان يدلان على ان الجريمة مستمرة بحق الوطن والمواطن. فالمسؤولون الذين نهبوا الدولة وافلسوها يحاولون تعويمها مرة أخرى من جيوب المواطنين. فهل مسموح ان ننهب مرتين؟ في قطر الجو مختلف، فالمونديال مباراة مفتوحة تختلط فيها الاهداف الكروية بالاهداف السياسية.
اذ، بعد ساعة و خمس عشرة دقيقة من الان يلتقي منتخبا اميركا وايران. للمباراة طبعا اهميتها الرياضية الاستثنائية، وخصوصا ان اميركا في حاجة الى الفوز للتأهل للدور الثاني، فيما ايران يكفيها التعادل. لكن الاهمية السياسية تفوق الاهمية الرياضية، اذ ان كل تصرف من لاعبي الفريقين يعبر عن توجه معين وعن مناخ سياسي محدد. فكيف سيتصرف اللاعبون في الدوحة؟ هل سيتصرفون كاللاعبين الكبار في واشنطن وطهران، ام ان لعبتهم ستكون مختلفة، ما ينم عن بدء تغيير في سياسة البلدين؟ الاجابة آتية بعد قليل، فلنتمتع بلعبة كرة القدم، بقدر ما نتمتع بكل كرة سيسددها كل فريق في الشباك السياسية للفريق الاخر.